وغيرهم.
قال البغدادي بعد أن ذكر شرط العدالة في الإمام : وأوجبوا ـ أي أهل السنة ـ من عدالته أن يكون ممن يجوز حكم الحاكم بشهادته ، وذلك بأن يكون عدلاً في دينه ، مُصلِحاً لماله وحاله ، غير مرتكب لكبيرة ولا مُصِرّ على صغيرة ، ولا تارك للمروءة في جل أسبابه (١).
وقال الإيجي : يجب أن يكون عدلاً لئلا يجور. وذكر أنه شرط بالإجماع (٢).
ونص على اشتراط العدالة في إمام المسلمين الماوردي (٣) في الأحكام السلطانية ، والغزالي في قواعد العقائد (٤) ، والتفتازاني في شرح المقاصد (٥) ، وغيرهم.
إلى غيرها من الصفات التي ذكروها ، وفيما ذكرناه كفاية.
عندما نلقي نظرة على واقع أهل السنة في هذا العصر نجد أنهم لم يبايعوا إماماً واحداً لهم مع وجوبه عليهم ، بل مع كونه من أعظم الواجبات كما مرَّ مفصلاً.
فلم يبايعوا واحداً من حكام المسلمين المعاصرين ولا غيرهم إماماً لهم. إما لأن الإمام يجب أن يكون قرشيًّا ، وجُل حكَّام المسلمين اليوم ليسوا من قريش ، والقرشي منهم لم يقم دليل على إمامته العامة على كل المسلمين ، لا
__________________
(١) الفرق بين الفرق ، ص ٣٤٩.
(٢) المواقف ، ص ٣٨٩.
(٣) الأحكام السلطانية ، ص ٣١.
(٤) قواعد العقائد ، ص ٢٣٠.
(٥) شرح المقاصد ٥ / ٢٣٣.