أن يفعل مثل ذلك. وهذا قريب من كلام (المبسوط).
وأما أرض العراق ـ وهي التي تسمى بـ (أرض السواد) وهي المفتوحة عنوة من أرض الفرس التي فتحت في أيام الثاني.
فلا خلاف في أنها فتحت عنوة. وإنما سميت (سوادا) لأن الجيش لما خرجوا من البادية ورأوا هذه الأرض والتفاف شجرها سموها (السواد) لذلك كما ذكره العلامة في (المنتهى والتذكرة).
قال في (المبسوط) ـ وهذه عبارته ـ : «وأما أرض السواد» فهي الأرض المغنومة من الفرس التي فتحها (عمر) وهي سواد العراق. فلما فتحت بعث عمر عمار بن ياسر : أميرا ، وابن مسعود : قاضيا وواليا على بيت المال ، وعثمان بن حنيف ماسحا ، فمسح عثمان الأرض. فاختلفوا في مبلغها : فقال الساجي : اثنان وثلاثون ألف ألف جريب (١) ، وهي ما بين (عبادان والموصل (٢)) ـ طولا ـ وبين (القادسية
__________________
(١) الجريب ـ من الأرض والطعام ـ : مقدار معلوم ونقل عن قدامة الكاتب أنه ثلاثة آلاف وستمائة ذراع ، وقيل : إنه عشرة آلاف ذراع (أقرب الموارد).
(٢) عبادان ـ بتشديد ثانية وفتح أوله : تحت البصرة قرب البحر الملح ، فان دجلة إذا قاربت البحر انفرقت فرقتين عند قرية تسمى (المحرزي) ففرقة يركب فيها إلى ناحية البحرين نحو بر العرب وهي اليمن ، فأما اليسرى فيركب فيها إلى سراف وجنابة فارس ، فهي مثلثة الشكل ، وعبادان في هذه الجزيرة التي بين النهرين فيها مشاهد ورباطات وهي موضع رديء سبخ لا خير فيه وماؤه ملح.
الموصل ـ بالفتح وكسر الصاد ـ : المدينة المشهورة العظيمة ، إحدى قواعد بلاد الإسلام ، فهي باب العراق ومفتاح خراسان .. قالوا. وسميت (الموصل) لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق ، وقيل : وصلت بين دجلة والفرات (معجم البلدان للحموي).