اضطر إلى ما قام به (١) ... وفي مثل هذه الأحوال يعرف أن الحكومة التزمت رئيسا آخر ونكّلت بالأول وإلا فالقبيلة لا تزال في مكانها وفي مواطن مجاورة أو قريبة منها ... والولاية في كافة العصور عدوة كل من نال مكانة ونفوذا سواء كان شخصا أو قبيلة ...
وهذه القبيلة أصلها خزاعة كما هو المعروف ، في حين أن خزاعل جمع خزعل والتسمية به شائعة. ولم يعرف موطن لخزاعة في هذه الأنحاء. ولا نزال في ريب من القول بأنها من خزاعة. ولنقل ما قالوا حتى نهتدي إلى وجه الصواب. وتتفرع إلى فروع عديدة لا محل لذكرها هنا (٢) (٣).
__________________
(١) في السنة الأولى أظهر أمير الخزاعل مهنا بن علي العصيان وقطع الطرقات وفي السنة التالية ولي الوزير درويش محمد باشا بغداد فبلغه خبر شيخ الخزاعل فبعث كتخداه علي أغا بالعساكر إلى حربه. وأول ما ملك هيت ، ثم توجه إلى سماوة (كذا) وحارب الخزاعل وقتل أكثرهم وهرب مهنا وملك علي أغا سماوة ثم العرجة وعاد إلى بغداد «١». والملحوظ أننا ذكرناها في حوادث سنة ١٠٤٩ ه. وهي الصواب وأن درويش محمد باشا ولي سنة ١٠٤٩ ه لا كما ذكرها صاحب الدر المكنون.
(٢) عشائر العراق لا يزال مخطوطا.
(٣) من رسالة للشيخ وداي العطية يقول معلقا : كان شيخ الخزاعل ممن يلحظهم الشاه وذكرت ما مستنده النص والوقائع التاريخية. ومطالعتي في أنه أحرج فاضطر إلى الالتجاء ، وإذا لم يوجد نص في أن الحكومة التزمت رئيسا آخر فالوقائع تؤيد ولم يحكم شيخ الخزاعل من هيت إلى السماوة حتى العرجاء. وإنما كانت وقعة هيت مع آخرين وكان الأولى أن يذكر نصوصا أصلية. وخزاعل لم تكن تحريف خزاعة كما أن الحميدات ليست تحريف آل حميد ومثلها السعيدات والجنابات وإذا كان أصل الخزاعل من خزاعة فإن خزاعل جمع خزعل والتسمية به مشهودة وهو في اللغة الضبع وتحريف اللفظ غير معروف. ولم نجد نصا قديما يعين موقع
__________________
(١) الدر المكنون مخطوطة باريس رقم ٤٩٤٩.