خزيندار (خازن) الوزير فنقل جثمانه ودفن في باب المعظم. وكان صاحب الحديقة شاهد الوقعة.
شورى :
شاهد الوزير هذه الحالة من عبور اعدائه ، ورأى تزايد شرورهم ، فأكثر عدد الحرس والمحافظين ... سوى أنه علم بالخطر المحدق به ، وأن أمر المحافظة صعب عليه جدا فشاور من معه فأجمع الرأي على العبور إلى (جانب الرصافة) والدخول في القلعة ... فأمر بذلك. ولمدة ثلاثة أيام عبر الأهلون من الجسر وبوسائط أخرى. وفي هذه الحالة انتهكت أعراض وهلكت نفوس كثيرة من شدة الزحام ... فحل العدو محلهم وهدم الدور واستخدم الاخشاب والأبواب لجيشه من أجل اتخاذ حمّامات ودكاكين في معسكره فأحاط ببغداد من ثلاث جهاتها فصار يطلق المدافع والطلقات الأخرى للتضييق ولكن ثبت القوم على الحصار وصار الوزير يرسل بالعساكر كل يوم لمحاربة الاعداء ، فكانت الحرب سجالا ...
إن نادر شاه استولى بهذه الصورة على القرى والضياع المجاورة والبعيدة فصارت تأتيه الارزاق والحاصلات والحاجيات الأخرى من أماكن بعيدة فزاد رفاه عسكره وأما الأهلون في بغداد فإن حالتهم كانت في منتهى السوء لكنهم تجلدوا وصبروا ، وأخفوا حزنهم وكدرهم ... ففي كل يوم يذهبون لحرب العدو. انقطعت عنهم القوافل والسوابل ولم يبق لهم اتصال بالخارج ، وإن الاقوات الموجودة في بغداد قلت وأصاب الناس الضنك الشديد فتبدل رغد عيشهم بالعسر. ومن شدة الجوع أكلوا لحوم الكلاب والبغال والحمير والسنانير ... ومن ثم تولدت فيهم أمراض وعاهات قاتلة.
والحاصل أن الاضطراب بلغ حده واستولت الحاجة على الأهلين فصاروا يرتكبون في سبيل ذلك أنواع المنكرات. وحوادث الجوع