وكتبوا له كتابا طلبوا فيه أن يرسل إليهم باشا أو متسلما. أما الوزير فإنه أرسل إليهم (حسين الصولاق) حاملا أمرا منه وهو من التجار وبعث إليهم بكتب طافحة بالاستمالة والترغيبات الكثيرة.
والتجار كانوا اتفقوا مع المشايخ المعروفين آنئذ بكثرة الاتباع والمريدين إلا أن الكثرة تحتاج إلى مهارة سياسية وقدرة على الادارة والحرب فالتاجر لا يصير في يوم واحد سياسيا محنكا أو قائدا مدربا. فالقوم دبروا البلدة وأظهروا عصيانهم على حسين باشا وخاصموه.
وكان في البلدة سفاك يقال له (ابن بداق) تربّى في نعيم حسين باشا وإحسانه ، فكتب إليه يخبره بكل ما جرى ويقول له : لو أمددتني بقليل من القوة وعهدت إليّ بالأمر فلا أقصر في دفع المخالفين والقضاء على مخالفتهم فأبذل ما أستطيعه من قوة في سبيل تأمين البلدة خالصة لكم.
أما حسين باشا فقد منّاه بما شاء وأمره أن يستأصل الخارجين ويدمرهم ما استطاع. جهز جماعة من العربان وسيرهم لمعاضدته وهؤلاء تقدموا إلى موقع التجار والمشايخ وهاجموهم فاستعرت نيران القتال نحو ساعة أو ساعتين فظهرت آثار الانتصار للتجار والمشايخ فقتل ابن بداق وأتباعه.
__________________
كتاب في تاريخ هذه الاسرة. تعرض لتاريخهم وللفرامين التي صدرت. وفي عنوان المجد للحيدري بيان عنهم (١).
__________________
(١) ورد في الهامش السابق أنهم من أولاد محمد بن الحسن المستضيء بأمر الله العباسي وجاء في الكتاب الذي نشره آل باش أعيان أنهم من أولاد هاشم بن المستضيء ، فبين الدكتور مصطفى جواد أن كنية المستضيء أبو محمد ولم يعرف له ولد بهذا الاسم. قال : ولعل الانتقال إلى هاشم أدى إلى التخلص من هذا ، وأوضح أن هاشما لم يكن له ابن أو لم يعرف.