أخبرنا أبو عبد الله الخالع ـ فيما أذن أن نرويه عنه ـ قال أنبأنا على بن محمّد بن السرى الهمداني قال أنبأنا القاضي أبو بكر محمّد بن خلف قال قال أحمد بن الحارث : إن بغداد صوّرت لملك الروم أرضها وأسواقها وشوارعها وقصورها وأنهارها غربيّها وشرقيّها ، وأن الجانب الشرقي [لمّا] (١). صورت شوارعه ، فصور شارع الميدان وشارع سويقة نصر بن مالك ، من باب الجسر إلى الثلاثة الأبواب والقصور التي فيه ، والأسواق والشوارع من سويقة خضير إلى قنطرة البردان ، فكان ملك الروم إذا شرب دعا بالصور فيشرب على مثال شارع سويقة نصر. ويقول : لم أر صورة شيء من الأبنية أحسن منه.
أخبرنا ابن مخلد وابن التوزي. قالا : أنبأنا محمّد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال قال محمّد بن خلف : مربّعة الخرسي هو سعيد الخرسي. دار فرج الرخجي ، كان مملوكا لحمدونة بنت عضيض أم ولد الرشيد.
وأخبرني الأزهري قال نبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : وقصر فرج منسوب إلى فرج الرخجي ، وابنه عمر بن فرج كان يتولى الدواوين وأوقع به المتوكل. وأما شارع عبد الصّمد ، فمنسوب إلى عبد الصّمد بن على بن عبد الله بن العبّاس ، وكان أقعد أهل دهره نسبا. وكان بينه وبين عبد مناف كما بين يزيد ابن معاوية وبين عبد مناف ، وبينهما في الوفاة مائة وإحدى وعشرون سنة. ومات محمّد بن على سنة ثماني عشرة ، وبينه وبين عبد الصّمد خمس وستون سنة ، وبين داود بن على وعبد الصّمد بن على اثنان وخمسون سنة ، ومات في أيام الرشيد. وهو عم جده وله أخبار كثيرة ، وكانت أسنان عبد الصّمد وأضراسه قطعة واحدة ما ثغر ، وقد كان الرشيد حبسه ثم رضي عنه فأطلقه.
أخبرنا ابن مخلد وابن التوزي : قالا : أنبأنا محمّد بن جعفر قال نبأنا السكوني قال قال محمّد بن خلف : درب المفضّل بن زمام مولى المهديّ ، أقطاع. رحبة يعقوب بن داود الكاتب مولى بني سليم. خان أبي زياد كان ممن وسمه الحجّاج من النبط ، وهو من سواد الكوفة وعاش إلى أيام المنصور ، ثم انتقل فنزل في هذا الموضع وكان يكنى أبا زينب فغلب عليه أبو زياد ، ونشأ له ابن تأدّب وفصح. دار البانوجة (٢) بنت
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، وأضيف من مطبوعة باريس.
(٢) هكذا في الأصل ، وسيأتي أنها : «البانوقة».