قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال سمعت الحسن بن إبراهيم أبا على الخلّال يقول : ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب.
أخبرنا محمّد بن على الورّاق وأحمد بن على المحتسب قالا : أنبأنا محمّد بن جعفر قال نا السكوني قال نبأنا محمّد بن خلف قال : وكان أول من دفن في مقابر قريش جعفر الأكبر بن المنصور وأول من دفن في مقابر باب الشام عبد الله بن على ، سنة سبع وأربعين ومائة ، وهو ابن اثنتين وخمسين سنة بمقبرة باب الشام أقدم مقابر بغداد ، ودفن بها جماعة من العلماء والمحدثين والفقهاء ، وكذلك مقبرة ـ باب التّبن وهي على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر.
حدّثني أبو يعلى محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفراء الحنبليّ قال حدّثني أبو طاهر بن أبي بكر قال : حكى لي والدي عن رجل كان يختلف إلى أبي بكر بن مالك أنه قيل له : أين تحب أن تدفن إذا مت؟ فقال : بالقطيعة ، وإن عبد الله بن أحمد بن حنبل مدفون بالقطيعة ، وقيل له ـ يعني لعبد الله ـ في ذلك قال : وأظنه كان أوصى بأن يدفن هناك. وقال : قد صح عندي أن بالقطيعة نبيّا مدفونا ، وأن أكون في جوار نبي أحب إلىّ من أن أكون في جوار أبي ، ومقبرة ـ باب حرب ، خارج المدينة وراء الخندق مما يلي طريق قطربّل. معروفة بأهل الصلاح والخير ، وفيها قبر أحمد بن محمّد بن حنبل ، وبشر بن الحارث. وينسب باب حرب إلى حرب بن عبد الله أحد صحابة أبي جعفر المنصور ؛ وإليه تنسب أيضا المحلة المعروفة بالحربيّة.
أخبرنا أبو عبد الرّحمن إسماعيل بن أحمد الحيري الضّرير قال أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي بنيسابور قال سمعت أبا بكر الراذي يقول سمعت عبد الله بن موسى الطلحي يقول سمعت أحمد بن العبّاس يقول : خرجت من بغداد فاستقبلني رجل عليه أثر العبادة. فقال لي : من أين خرجت؟ قلت : من بغداد ، هربت منها لما رأيت فيها من الفساد ؛ خفت أن يخسف بأهلها. فقال : ارجع ولا تخف ؛ فإن فيها قبور أربعة من أولياء الله هم حصن لهم من جميع البلايا. قلت : من هم؟ قال : ثمّ الإمام أحمد بن حنبل ومعروف الكرخي. وبشر الحافي. ومنصور بن عمّار. فرجعت وزرت القبور. ولم أخرج تلك السنة.
قال الشيخ أبو بكر : أما قبر معروف فهو في مقبرة باب الدّير. وأما الثلاثة الآخرون فقبورهم بباب حرب.