وأخبرنا أحمد بن عثمان بن مياح السكري وعليّ بن محمّد بن على الإياديّ. قال أحمد أخبرنا. وقال على : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن هارون بن أبي عيسى قال : نا أبي عن محمّد بن إسحاق.
وأخبرني على بن محمّد الإياديّ أيضا قال : أنبأنا أبو بكر الشّافعيّ إملاء قال : نبأنا إسماعيل بن محمّد بن أبي كثير القاضي الفارسي قال : نبأنا شهاب بن معمر البلخيّ قال : نبأنا أبو يحيى بكر بن محمّد بن سليمان الأسواري عن ابن إسحاق.
وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق البزّاز قال : أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال : أنبأنا محمّد بن أحمد البراء.
وأخبرني على بن محمّد المالكيّ قال : ثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم قال أنبأنا محمّد بن محمّد الشطوي أو أحمد قالا : نبأنا الفضل. زاد الشطوي : ابن غانم وقال نبأنا سلمة. قال الشطوي : وقال ابن الفضل حدّثني محمّد بن إسحاق ـ ولفظ الحديث وسياقه ليونس بن بكير عن ابن إسحاق ـ قال : حدّثني عاصم بن قتادة عن محمود بن لبيد عن ابن عبّاس قال : حدّثني سلمان الفارسيّ (١) قال : كنت رجلا من أهل فارس من أهل أصبهان من قرية يقال لها جيّ ، وكان أبي دهقان قريته ، وكان يحبني حبا شديدا لم يحبه شيئا من ماله ولا ولده ، فما زال به حبّه إياي حتى حبسني في البيت كما تحبس الجارية ، واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار التي يوقدها فلا يتركها تخبو ساعة ، وكنت كذلك لا أعلم من أمر الناس شيئا إلا ما أنا فيه ، حتى بني أبي بنيانا له وكانت له ضيعة فيها بعض العمل. فدعاني فقال : أي بني ، إنه قد شغلني ما ترى من بنياني [هذا (٢)] عن ضيعتي هذه ، ولا بد لي من اطلاعها ، فانطلق إليهم فمرهم بكذا وكذا ولا تحتبس عني فإنك إن احتبست عني شغلتني عن كل شيء ، فخرجت أريد ضيعته. فمررت بكنيسة النصارى فسمعت أصواتهم فيها.فقلت : ما هذا؟ فقالوا : هؤلاء النصارى يصلون. فدخلت أنظر فأعجبني ما رأيت من حالهم ، فو الله ما زلت جالسا عندهم حتى غربت الشمس ، وبعث أبي في كل وجه حتى جئته حين أمسيت ، ولم أذهب إلى ضيعته. فقال أبي : أين كنت؟ ألم أكن قلت لك؟ فقلت : يا أبتاه مررت بناس يقال لهم : النصارى ، فأعجبني صلاتهم ودعاؤهم
__________________
(١) هذا الخبر أخرجه ابن عساكر بطوله ، وقال الذهبي : هذا الحديث شبه موضوع ، وأبو معاذ مجهول ، وموسى. انظر سير أعلام النبلاء ١ / ٥٢١. والمنتظم ٥ / ٢٠ ـ ٢٥.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.