أخبرني أحمد بن محمّد بن يعقوب الكاتب قال : أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ قال : نبأنا محمد بن حميد الرّازيّ قال : أنبأنا سلمة بن الفضل قال : نا محمّد ابن إسحاق عن محمّد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عكرمة عن ابن عبّاس ، قال : لما أصيب أهل النهروان خرج على وأنا خلفه فجعل يقول : ويلكم التمسوه يعني المخدّج ـ فالتمسوه فجاءوا ، فقالوا : لم نجده ، فعرف ذلك في وجهه ، فقال : ويلكم ضعوا عليهم القصب ـ أي علموا كل رجل منهم بالقصب ، فجاءوا به فلما رآه خر ساجدا.
أخبرنا ابن الفضل قال : أنبأنا عبد الله بن جعفر قال : نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : نبأنا أبو أسامة عن الأعمش عن مجاهد ، قال كان ابن عبّاس يسمى البحر من كثرة علمه (١).
أخبرنا الجوهريّ قال : أنبأنا عيسى بن على قال : نبأنا عبد الله بن محمّد البغويّ قال : نبأنا الزبير بن بكار قال : حدّثني ساعدة بن عبيد الله المزني عن داود بن عطاء عن زيد بن أسلم عن ابن عمر أنه قال : إن عمر كان يدعو عبد الله بن عبّاس فيقربه ، ويقول : إني رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم دعاك يوما فمسح رأسك ، وتفل في فيك. وقال : «اللهم فهمه في الدين وعلمه التأويل».
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشميّ قال : نبأنا على بن إسحاق المادرائي قال : نبأنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال : أنبأنا جعفر بن عون الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبد الله ، قال : لو أن ابن عبّاس أدرك أسناننا ما عاشره (٢) منا رجل. قال : وكان يقول : نعم ترجمان القرآن ابن عبّاس.
وأخبرنا القاسم بن جعفر قال : أنبأنا على بن إسحاق قال : نا جعفر بن شاكر الضائع قال : نا داود بن مهران قال : أنبأنا عبد الجبّار ـ يعني ابن الورد ـ ، قال : سمعت عطاء يقول : ما رأيت مجلسا قط كان أكرم من مجلس ابن عبّاس ، أكثر علما وأعظم جفنة ، وأن أصحاب القرآن عنده يسألونه ، وأصحاب النحو عنده يسألونه ، وأصحاب الشعر عنده يسألونه ، وأصحاب الفقه عنده يسألونه ، كلهم يصدرهم في واد واسع.
__________________
ـ وتهذيب الكمال ١٥ / ١٦١.
(١) انظر : تهذيب الكمال ١٥ / ١٥٥.
(٢) ما عاشره : ما بلغ أحد منا عشر علمه (النهاية) وفي المخطوط : «ما عشره» تصحيف.