بالري قال سمعت أبا الحسن على بن محمّد بن سعيد السرخسي ببخارى يقول : سئل أبو على الروذباري فقيل له : من الصّوفيّ؟ فقال : من لبس الصوف على الصفا ، وسلك طريق المصطفى ، وأطعم الهوى ذوق الجفا ، وكانت الدّنيا منه على القفا.
أنشدنا أحمد بن الحسين الواعظ قال أنشدنا أبو الفرج الورثاني الصّوفيّ قال أنشدني محمّد بن عبد العزيز الصّوفيّ قال أحمد بن الحسين ـ وقد رأيته ولم أسمع منه ـ قال أنشدني أبو على الروذباريّ :
أنزه في روض المحاسن مقلتي |
|
وأمنع نفسي أن تنال المحرّما |
وأحمل من ثقل الهوى ما لو انه |
|
على جامد الصلت الأصم تهدما |
ويظهر سري عن مترجم خاطري |
|
فلو لا اختلاس الطرف عنه تكلما |
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم |
|
فما إن أرى حبّا صحيحا مسلّما |
أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ قال أنشدنا أبو على محمّد بن عمر البلخي قال أنشدنا أبو على الروذباري الصّوفيّ لنفسه بصور :
أهلا بمن زار فما وارد |
|
أحق بالإكرام من زائر |
ونحن لا نسأم من أمّنا |
|
ونضمر الحزن على السائر |
أنشدني أبو طالب يحيى بن على بن الطّيّب الدسكري بحلوان للروذباري :
ولو مضى الكل مني لم يكن عجبا |
|
وإنما عجبي للبعض كيف بقي |
أدرك بقية روح فيك قد تلفت |
|
قبل الفراق فهذا آخر الرمق |
حدّثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم الجرباذقاني بها قال نبأنا أبو منصور معمر بن أحمد بن محمّد بن زياد الأصبهانيّ قال بلغني عن أبي على الروذباري أنه قال : أنفقت على الفقراء كذا وكذا ألفا فما وضعت شيئا في يد فقير فإني كنت أضع ما أدفع إلى الفقراء في يدي فيأخذونه من يدي حتى تكون يدي تحت أيديهم ، ولا تكون يدي فوق يد فقير.
حدّثني محمّد بن أبي الحسن قال أخبرني أبو الحسن محمّد بن العبّاس بن عبد الملك المعدّل بصور قال نا أبو القاسم عبد السّلام بن محمّد المخرّميّ بمكة قال أنشدنا أبو على محمّد بن أحمد الروذباري لنفسه :
إني أجلك عن روحي وأبذلها |
|
فداء عبدك حال أنت واهبها |
وكيف تفديك روح أنت تملكها |
|
وقد مننت علي من يفتديك بها |