قال الشيخ أبو بكر : كذا قال في هذه الحكاية عن أبي حمزة الدمشقي. وذكر لنا أبو نعيم : أن الواقع في البئر أبو حمزة البغداديّ ، وكذلك يحكى عن أبي بكر الشبلي.
وأخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى قال أنبأنا محمّد بن الحسين السلمى : أن الذي وقع في البئر في البادية هو أبو حمزة الخرسانى ، من أقران الجنيد وليس بأبى حمزة البغداديّ ، فالله أعلم بذلك.
أخبرني أبو على عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري قال سمعت أبا جعفر محمّد بن أحمد الحسن الأزديّ الخطيب بسمنان يقول قال جعفر بن محمّد الخلدى : خرج طائفة من مشايخ المتصوفة يستقبلون أبا حمزة الصّوفيّ في قدومه من مكة ، فإذا به قد شحب لونه. فقال الجريري : يا سيدي هل تتغير الأسرار إذا تغيرت الصفات؟ قال : معاذ الله لو تغيرت الأسرار لتغير الصفات لهلك العالم ، ولكنه ساكن الأسرار فحماها ، وأعرض عن الصفات فلاشاها ، ثم تركنا وولى وهو يقول :
كما ترى صيرني |
|
قطع قفار الدمن |
شردنى عن وطنى |
|
كأننى لم أكن |
إذا تغيبت بدا |
|
وإن بدا غيّبني |
يقول لا تشهد ما |
|
يشهد أو تشهدنى |
أخبرني أحمد بن على المحتسب قال أنبأنا محمّد بن الحسين بن موسى النيسابوري قال سمعت نصر بن أبي نصر يقول سمعت محمّد بن عبد الله المتأفف البغداديّ قال سمعت الجنيد. يقول : وافى أبو حمزة من مكة وعليه وعثاء السفر ، فسلمت عليه وشهيته. فقال : سكباج وعصيدة تخليني بهما ، فأخذت مكوك دقيق ، وعشرة أرطال لحم ، وباذنجان وخل ، وأخذت عشرة أرطال دبس ، وعملنا له عصيدة وسكباجة ووضعناها في حيرىّ لنا ، وأدخلته الدار وأسبلت الستر ، فدخل وأكله كله ، فلما فرغ من أكله. قال : يا أبا القاسم لا تعجب فهذا من مكة الأكلة الثالثة.
أخبرنا أبو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي لفظا قال سمعت غالب بن على الرّازي يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول : كان أبو حمزة وجماعة أصحابنا يمشون إلى موضع من المواضع ؛ فبلغوا ذلك الموضع ؛ فإذا الباب مغلق. فقال أبو حمزة لأصحابه : ليتقدم كل واحد منكم إلى هذا الباب ويظهر صدقه وإخلاصه فينفتح عليه