العقيدة .. واللغة ، وامتزجت الثقافات ، فخلقت نتاجا حضاريا مميزا ... وصف جغرافيوهم مدن هذا العالم ، وبلدانه ، وكذلك سكانه ، وعاداتهم ، وآعرافهم ..
عرفت حضارتنا ومكتباتنا العامة كتب المسالك والممالك ، وطرق الحج والقوافل .. وكثرت الرحلات بين المسلمين ، وعندهم ، وتنوعت بتنوع آسبابها ، وحوافزها .. ونشأت عند الكثيرين منهم محبة المجازفة ، والمغامرة فيما وراء المعروف .. وليس من العبث أن نجد فى تراثنا رحلات السندباد .. وابن ماجد ..
فتحت الحروب الصليبية آفاقا نحو الشرق ، فأخذ الأوربيون فى تسجيل أسفارهم ، ورحلاتهم ..
كانت الرحلة عنصرا مهما ، وقويا فى حياة المجتمع الإسلامي ، خلال عصور إزدهاره .. رحل الناس لزيارة مهبط الوحي .. ولقوا في ذلك الكثير من الصعاب ... وتحمّلوها راضين مسرورين .... رحل الناس فى طلب العلم حيث مراكزه المضيئة .. كان طلاب العلم يتحملون من المشاق فى سبيل الحصول عليه ، ما يحملنا على إحترامهم ، وإجلالهم .. ورحل القوم فى سبيل الإتجار ، وطلبا للربح ، والثراء .. فقد كانت الأسواق الإسلامية ، فى مشارق الأرض ، ومغاربها مفتوحة الأبواب ، مرتبطة ببعضها كل الإرتباط .. وتكمل بعضها بعضا .. وكان التجار يحملون مع بضائعهم ؛ أحلامهم ، وثقافاتهم ، ومعتقداتهم ..
رحل الناس كسفراء بين الملوك ، والحكام .. كما رحلوا طلبا ، ورغبة فى لذة السفر ، والرحلة فى حد ذاتها .. أو رحلوا طلبا للرزق إذ ضاقت بهم حدودهم ..
عرف المسلمون كل هذه النماذج من الرحلات .. وقد شجعهم على الإستزادة منها قلة الحدود المضروبة .. والعراقيل المفروضة ... فلما ذهبت الوحدة السياسية ، وضربت الحدود ، وشدّت الأسلاك الشائكة بقيت وحدة العقيدة .. ووحدة اللغة .. فربطتا الحجاج ، وطلاب العلم ، ورسل الحكام ، وحملة البضائع ، وزعماء الحرف ، والصنائع فاحتفظوا بالصلة ..
لقد دوّن الكثير من الرحّالة أسفارهم ، ومشاهداتهم .. فذكروا الأرض التى