خارج القبة. وبين الكلّة المسدولة ، والمقصورة الخارجية ثلاث خطوات ، وقد رصّع هذا المكان بأثمن الأحجار ، الكريمة ، كالعقيق ، والفيروز ، والزبرجد ، والكرستال ، والبلور ، والثريات ، ولذلك لم يفرش هذا المكان بالسجاد ، أو ما شابه ذلك ، أما الكرات الذهبية ، والمجوهرات ، والقناديل المعلقة ، داخل القبة ، من ذلك النوع الذى لا مثيل له ، ولم يخطر على عقل بشر ، ومن يراها يفقد وعيه ، وإدراكه. لم يكن فى القبة مكان خال ، بل لقد علقوا هذه التحف النادرة ، فى سلاسل ، متدلية ، من زوايا القبة. ويمتلئ المكان بالشمعدانات الذهبيه الخالصه التى تصل أطوالها قامة الرجل أما الغطاء المسدول أمام الرسول الكريم ، فقد ثبت فيه قطعتين من الماس ؛ إحداهما سبعون قيراطا ، ويعلم الله أننى نظرت إليها ليلا فإذا القبة قد أنيرت من أشعتها وضياءها. بل يردد البعض ، أن بعض الدارسين يقرأوون على نورها.
يصل ارتفاع القبة خمسين زراعا ، وقد نقشت على أطرافها الآية الكريمة (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ)(١).
وهكذا بعد أن تمت الزيارة ، استأذنت خارجا.
وفوق المقصورة نقشت الآية الكريمة (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ).
كما توجد لوحة معلقة مكتوب عليها وكفى بأولئك شهيدا. هذا وقد كتبت أنا ـ العبد الفقير ـ بالقدر الذى سمحت به قدراتى. ولم أنس قط ؛ أننى قد كنت ، وأنا فى سن الخمسين ، وأنا فى شبابى ـ قد قمت بالآذان فى رؤياى ، وأنا فى الحضرة النبوية ، وقبلت يديه الكريمتين «صلىاللهعليهوسلم» وبشرنى عليهالسلام قائلا متفضلا : «الشفاعة ... الزيارة ... السياحة .. الفاتحة ..» ، حمدا وشكرا لله فقد تحققت بشرة الحبيب هذه السنة.
ومنذ أن خرجنا ، من خيامنا ، فى قلعة مزيرب ، بالشام ، وحتى الآن قد انقضى سبعة عشر يوما ، أو كادت. وخلال هذه المده ختمنا القرآن سبع مرات ؛ وإن كنت قد تركت فى إحداها و «والضحى» وفى الآخرى «يسين» وفى بعض «الإخلاص» فقد يسر الله لى إتمامها جميعا هنا ، والحمد لله ، وقد أهديت ثوابها جميعا إلى روح
__________________
(١) سورة النور آية ٣٥.