وبهذه الضاحية أربعون مضيفة ؛ يؤمها عابروا السبيل ؛ وأشهرها هى مضيفة المفتش محمد باشا التى تقع فى إيوان جامع الإميرال. وعلى بابها تاريخ منقوش ، ولكنى لم أتمكن من نقله ، وكتابته بسبب السرعه وخارج باب مصر ؛ يوجد سبيل الآغا (١) ، وقد نقش على نافذته الآية الكريمة (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ)(٢). وعلى ناصية كبدى «خاصكى سلطان» (٣) يوجد سبيل آغا در السعادة (٤). كما
__________________
(١) الآغا ؛ A\'ga مصطلح عسكرى وإدرارى كان يطلق فى العهد الماضى على أصحاب المواقع الرفيعة فى الدولة. وكان هذا المصطلح ، «الآغوية» يحمل أهمية كبيرة فى الدولة العثمانية قبل فترة التنظيمات (١٨٣٩ م ـ ١٢٥٥ ه). وكان يطلق بصفة عامة ومطلقة على ضباط الانكشارية. ثم أصبح يطلق علي الذين لا يعرفون القراءة أو الكتابة من أصحاب الثروة.
كما تدل الآغوية ، بين الشعب على السطوة ، والقوة والشدة ، وعلو الجانب من ناحية ، ومن ناحية أخرى على الكرم والوجاهة ، ويعتبر لقبا بين التركمان ، وعلى الخصيان ، والطواشية ، وعبيد الباب .. وحدم الحريم فى القصور السلطانية.
أما فى اللهجة الجغطائية فمعناه ؛ الأخ الأكبر وفى اللهجات التركية الغربية يفيد معنى «أفندى» أو السيد ، ويحل محل «بك» لدى التركمانيين ، فى العصر التيمورى تدل على الأصالة ، وصاحب الشرف والمقام الرفيع ، وكان لقبا للسيدة التى استرقها ثم تزوجها تيمور لنك.
وفى اللغة التركية العثمانية ، تستخدم كلمة آغا للدلالة على كبير البيت والعائلة ، وصاحب الأرض الزراعية الشاسعة. كما كانت لقبا للكثيرين الذين يقومون ببعض الوظائف الإدارية ، آغا البريد ، آغا الباب ، آغا البلوك ومنهم آغوات الحرم. ؛ آغلت الحرم ـ آغوات الحرم ؛ مصطلح يطلق على الطواشية أي الخصيان الذين يعملون كخدم فى الحرم ؛ سواء أكان الحرم النبوى ، أو الحرم المكى. كما يطلق فى العصر الحديث على الذين يتولون الخدمة ، والأمن فى الحرمين الشريفين. فى العصر العثمانى كان هؤلاء الطواشية يخدمون أولا فى القصور والسرايات وعند تغيير السلطان ، أو بلوغ الأغا نفسه سنا كبيرا كان يبعث به مع آخرين للعمل بالخدمة فى الحرمين الشريفين ، وكان لبعضهم نفوذ ، وثروة كبيرة استمدها من نفوذ وثروة السلطان الذى تربى فى كنفه.
ولما كانوا فى البداية يعملون فى خدمة سيدات السراى فقد كان يطلق عليهم إسم «خدم الحرم» أى خدم الحريم ، ففى هذه المرحلة يكون المقصود حرم السراى .. وكانوا أغلبهم من الزنوج السود ، الذين كانوا يقدمون إلى السراى من قبل والى مصر ولكن قام الصدر الأعظم ابشير مصطفى باشا بمحاولة بابعادهم عن السراى ولكنه لم يوفق ، ولكن تمكن الصدر الأعظم الشهيد على باشا بالقضاء على هذا النظام فى عهد السلطان أحمد الثالث. وأصدر فى سنة ١١٢٧ ه ـ ١٧١٥ م أمرا صريحا إلى والى مصر بإبطال خصى الصبيان الحبشيين. (المترجم)
(٢) سورة الأنبياء آية ٣٠.
(٣) خاصكى سلطان : خرّم خاصكى ؛ إحدى زوجات السلطان سليمان القانوني. والدة كل من السلطان سليم خان الثانى ، وولي العهد بايزيد ، والأميره مهر ماه سلطان. من أصل روسي ، اكتسبت نفوذا كبيرا بسبب جمالها وذكائها منذ كانت محظية. ولكنها لم توظف هذا النفوذ فى الخير طول الوقت. كانت سببا فى إعدام كل من الصدر الأعظم إبراهيم باشا وأحمد باشا. وكانت هى السبب فى قتل ولي العهد مصطفى ليخلو المكان لإبنها سليم. وهى التى تسمى فى المصادر الغربية د «روكسلان» (Roxelane). وهى يهودية الأصل. (المترجم)
(٤) آغادر السعادة : مصطلح عسكرى ، وإدارى كان يطلق على كبار القادة والموظفين فى السراي العثمانى. وكانت