غرب هذا الجامع يقع مسجد سيدنا أبى بكر الصديق ، وعلى بعد مائة خطوة وناحية القبلة من المسجد النبوى الشريف وعلى مساحة مسطحة يقع مسجد .......... وهو مسجد أنيق وبه قبة.
وبعض من المدارس التى كانت تبلغ ست وأربعين مدرسة قد تحولت إلى منازل. وبها ست مدارس «دار للقراء» وإحدى عشر «دارا للحديث» وعشرون مدرسة للصبية والأطفال. وجميع هذه المدارس مرتبطة بالصرة السنوية ، ولكل حصة محددة. وخيرات المدينة المنورة لا تصادف فى أي مدينة أخرى.
وبهذه الضاحية حمام عام ، ولكنه لا يعمل طوال اليوم ، وبالقرب منه مدرسة «الخاصكية» (١) حيث ينام بها الحجاج. كما أن بئر سيدنا على بهذه الضاحية أيضا.
وبها أربعة مبانى كبيرة ، إحداها من أثار السلطان سليمان ، وهو بالقرب من حمام مراد الثالث. ومن الخاصة السلطانية توزع الشوربة «الحساء» ولحم الضأن ، والأرز ، والزردة ، والعاشوراء على الفقراء ، والمساكين ليلا ، ونهارا كما توزع على الذين يسكنون داخل أسوار القلعة جميعا ؛ غنى ، أو فقير خادم ، أو مخدوم.
__________________
(١) الخاصكية «خاصه كى» Haseki مصطلح يطلق على الجارية التى كان يستحسنها السلطان ، وتدخل ضمن محظياته .. كانت الفتاة التى تقدم إلى السراى كهدية أو تشترى تسمى فى البداية «أعجمية» أى ما زالت خام ، ولم تدرب بعد. ثم تصبح «قلغه» وفى النهاية تصبح «خزينة دار». وللترقى فى هذه المناصب كان الأمر يتطلب إلى جانب الجمال ؛ العلم والخبرة وحسن المعاشرة ، ومن تروق للسلطان تصبح «خصكى أو خاصكى» أى خاصة ، أو محظيته. ويمكن أن يكون للسلطان أكثر من خاصكية ؛ ربما تكون أربع وحتى ثمان محظيات. وربما يختار السلطان من بينهن من يكن زوجاته ، وتكسب لقب «سيدة» بدلا من محظية. وتعيّن لكل خاصكية أى لكل محظية حرما أو دائرة خاصة بها.
ومن كانت تنجب للسلطان وليا للعهد ؛ كانت تسمى والده سلطان أى السلطانه الوالدة ، وظلت بعضهن محظيات أى خاصكية للسلطان على الرغم من حصولها على لقب والدة سلطان ، فليس من الضرورى أن يتم الزواج. وأول من فكر فى أن تكون الزوجة بعقد النكاح هو السلطان عثمان الثانى ، وإبراهيم ، وكان يعد السلطان محمد الفاتح. وقد أراد الأول بزواجه من إبنة شيخ الإسلام أن يجعل نسله يكون من زوجات ، وليس من محظيات ـ وكان السلطان إبراهيم إذا أعجبته خاصكية ، يعقد عليها ويتم العرس ، إلا أن هذه العادة قد استمرت حتى عهد السلطان عبد الحميد الثانى ، فحتى عصر هذا السلطان كانت زوجات السلاطين من الخاصكية ، وكان يطلق على أطفالهن «خاصكى سلطان» وبعده تم اطلاق لقب «قادين أفندى» على سيدات القصر.
وكان من الأسرار المحرمه ، هو الأسر التى تدخل فتياتها إلى السراى .. ولم يكن يسمح بتداول المعلومات عن حريم السلطان على الاطلاق ، وذلك بهدف الحفاظ على نسب ، وسلالة الأسرة العثمانية الحاكمة .. «المترجم»