الصحابة الميامين. ومن يشرب من ماء هذا البئر مدة أربعين يوما ، يشفى بإذن الله من كل أسقامه وكنت أنا العبد الفقير قد أصبت بمرض «الخفقان» من جراء شرب ماء بارد ، عند ما كنت أتصبب عرقا خلال فرارى وهروبى بعد هزيمة أردل"Erdel " (١) التى منينا بها أمام الكفار. والحمد لله ، والشكر له فبعد أن شربت من هذا الماء ، بضع أيام ، وبعد أن اغتسلت به عدة مرات ، شفيت ، وعوفيت من هذا الداء بعون الله. وتسقى الحدائق والبساتين المجاورة من مياه هذا البئر.
وتكثر فى هذه المنطقة زراعة الليمون ، والنارنج ، ويحكى أن سيدنا عثمان عندما كان خليفة ، حضر إلى هذا المكان ذات يوم ، وبينما كان يتوضئ من هذا البئر ، سقط من يده خاتم النبوة ، وبالرغم من كل أعمال البحث التى بذلوها ، فلم يستطع أى شخص أن يجده. وتطير الناس من ذلك ، ورددوا أن عثمان بفقده خاتم النبوة ؛ قد فقد طالعه. وقد استشهد سيدنا عثمان بعد أربعين يوما من فقده خاتم النبوة.
حديقة صوقوللى :
حديقة كروضة من رياض الجنة ، تستحق الزيارة ، والمشاهدة ، ومن يشاهدها بقصورها المزدانه ، ودواوينها المزركشة ، ورياحينها الفواحة ، ينشرح صدره ، وتروى من مياه البئر السابق الإشارة إليه. وهى مليئة بالفل ، والنسرين ، والورود المختلفة الألوان ، وإن كان يغلب عليها اللون الأحمر. وبها قصور غاية فى الرقة ، والإحتشام.
ثم على الزائر أن يتوجه بعد ذلك لمشاهدة النخلتين اللتين غرسهما النبى الأمين بيديه الكريمتين. ويجب على الزائر أن يصلى ركعتين لله هناك.
وهناك داخل حدائق المدينة ؛ بئر يسمى «بئر عروة بن الزبير» من يشرب منه
__________________
(١) هزيمة أردل : "Erdel "
تقع ضمن حدود رومانيا الحالية. وكان أول اتصال للعثمانيين بها فى زمن مراد الأول ، حينما أراد سنة ١٣٩١ م+ ٧٩٤ ه التوجه ضد ويدين ، ثم كانت الحملة الثانية سنة ١٤٢٦ م ـ ٨٣٠ ه والحملة الثالثة سنة ١٤٣٢ م ـ ٨٣٦ ه. استطاع ملك المجر هونياد أن يوقف الهجمات العثمانية ، إلا أن الجيش العثمانى دخلها بقيادة خادم شهاب الدين باشا. وتوالت الحروب العثمانية عليها بعد عصر محمد الفاتح ـ ساد الهدوء والسلام المنطقة بعد سنة ١٦٦١ م وارتبطت بسياسة صداقة مع الدولة العثمانية فى زمن عائلة كوبريلى التى تولت الصدارة بسياسة صداقة مع الدولة العثمانية فى زمن عائلة كوبريلى التى تولت الصدارة إلا أنها ـ وبالدسائس الغربية ـ بدأت فى قطع وانتهاك هذه السياسة ودخلت بالكامل تحت سيطرة النفوذ النمساوى بعد معاهدة كارلوفچه سنة ١٦٩٩ م ـ ١١١١ ه. وتحولت أردل إلى ولاية نمساوية فيما بعد. (المترجم)