(لما لم يحضر جناب الشريف ، فما حال حضرته؟) فاعتذر المعتمد قائلا : (إنه يدعو لكم بالخير.) فقبل الباشا ، هداياه ، وودع الكتخدا قائلا : «بلغ جنابه سلامنا». ثم أصدر آوامره قائلا :
«ولتكن قوات البيادة (١) ، والخيالة (٢) ، والسكبان (٣) ، والصاريجة (٤) ، على أتم الإستعداد. فليؤدى آغوات الداخل (٥) وآغوات الخارج (٦) التحية).
__________________
(١) الپياده : "Piyade " : قوات المشاه فى الإنكشارية العثمانية. ثم تم تجهيزها بالبنادق. وكانت تشكل عنصرا مهما فى القوات النظامية فى العصر العثمانى. (المترجم)
(٢) الخيالة : الفرسان.
(٣) السكبان : "Sekban " : فرقة من فرق الجيش الإنكشارى ، كانوا فى بداية تكوينهم فى عهد السلطان محمد الفاتح برعاية ، وتدريب ، وتربية كلاب الصيد. ثم انخرطوا فى صفوف الجيش المذكور ، وآضحوا من عمدة المشاة فى الجيش العثماني ، وكانت اورطتهم موزعة على ٢٥ بلوكا. وعلى رأس كل بلوك ضابط ، ورئيسهم كان يسمى سكبان باشى. (المترجم)
(٤) الصاريجة : "Sarica " ؛ مصطلح عسكرى كان يطلق على الجنود المتمردين الذين ظهروا فى الآناضول ، وينسبون إلى صاريحه باشا. كانوا سبب نكبة أحلت بالبلاد خلال فترة حكم السلطان محمد الفاتح ، ولهذا السبب أصبح هذا اللقب يطلق على كل الجنود الذين يرفعون راية العصيان والتمرد. (المترجم)
(٥) ايچ آغالر : Ig Agalari : مصطلح يطلق على الذين يعملون فى خدمة السلاطين العثمانين داخل قصورهم ، وسراياتهم وهم أنفسهم من يطلق عليهم (آغوات الآندرون) أى آغوات الداخل.
هم أربعة أنواع : ١ ـ رئيس الآغوات ، وكان بمثابة رئيس الحرس المكلف بحراسة بوابات السراى. وهو أعلى رتبة بين ضباط السراى. ، كان يختار فى بادئ الأمر من الطواشية البيض ، ويوجد تحت إمرته ما بين ٣٠ ـ ٤٠ غلاما من الذين يطلق عليهم «غلمان الباب». وهم يتلقون الأوامر من رئيس آغوات الأبواب الأربعة. وكان يطلق عليهم أيضا آغوات المفتاح. ثم آغا البشكير ، وآغا الشربات ، وآغا الابريق.
وهؤلاء أعلى الرتب داخل السراى ، وآغا الباب يكون فى رفقة السلطان دائمآ. ولا يتخلف عن مرافقة السلطان إلا إذا توجه إلى الصيد ، أو فى النزهات البحرية ، فيظل هو فى السراى للحراسة.
ثم يتلوه فى المرتبة رئيس خزينة السلطان وهو المكلف بوضوء السلطان ، وفرد سجادة الصلاة ، وتفقد نظافة المكان وأمنه قبل فرد السجادة ، والهدف من ذلك هو توقى وضع السم للسلطان. وفى نفس الوقت هو رئيس خدم الخزينة السلطانية.
أما ثالث آغوات السراى فى الكيلار باشى أى رئيس طباخى السراى. وهو المكلف بوضع الأطباق وأدوات المائدة للسلطان ويشرف على المجموعة التى تعمل على خدمة السلطان عند تناول الطعام.
أما الآغا الرابع الذى يعمل داخل السراى فهو آغا السراى وهو المكلف برعاية القسم الخاص فى السراى ، والغرف والصالونات وتحت إمرته ما لا يقل عن أربعين نفرا من الأغوات. وعلى هذا المنوال ؛ كانت طائفة منهم وعلى هذا النسق تعمل فى خدمة الصدر الأعظم ، والوزراء ، والولاة ، والقادة.
كما كان فى السراى أصحاب وظائف أخرى ممن يعملون على راحة السلطان ، وخدمته .. فهناك من يحافظ على ملابسه ، وقفاطينه ، وركابه ، وعدا معاشاتهم الشهرية ، فقد كانت لهم مخصصاتهم السنوية ، التى تعادل ما يقدم إلى آغوات الخدمة الخارجية. «المترجم»