المدرسة». ويسكن فيها أمير الحاج المصرى (١). وهى مدرسة عظيمة ، وعالية. ولكن بابها صغير جدا ، لا يعرفه كل انسان ، ولكنه يؤدى إلى شارع الصفا ، والمروة. يصعد إليه بسلالم مكوّنة من خمس وعشرين درجة. ومنه بمسافة عشرين خطوة شمالا يتم الوصول إلى باب السلام ، وحول كل هذه الأبواب من الخارج وفى محيطها كمرات أخرسة مقامة على أعمدة. وأمام كل باب صفّات مختلفة. وتحيط هذه الصفّات حول الحرم. وبعض الغرباء والمسافرين يسكنون فى هذه الصوفات ـ الأروقة. ويقع باب السلام على إحدى زوايا الحرم الشريف والواقعة فى الجهة الشرقية. وعلى الزاوية ـ «الركن» الآخرى باب عمر ، وهى تلك الزاوية الغربية. أما باب أم هانى فيقع على الزاوية الثالثة ، وعلى الزاوية الرابعة يقع باب البغلة. والسلام.
ولكن إذا ما أضفنا إلى هذه الأبواب السابق بيانها ، بابين للمدارس يصبح جملة الأبواب الكبيرة والصغيرة واحد وأربعين بابا. أما داخل الحرم ، وحول الكعبة فتبلغ المسافة ثمانمائة خطوة. وداخل الحرم ، وخارجه سلالم حجرية بلغت درجاتها مائتين واثنين وخمسين درجة. والمسافة من الداخل أي من زوايا الحرم الشريف من الداخل من باب السلام حتى باب العمرة ثلاثمائة وخمسين خطوة.
* * *
__________________
(١) أمير الحاج المصرى : منصب كان يتولاه واحد من العسكريين أو القضاة أو المشايخ ، ويكلف بمهام احضار قافلة الحج المصرى إلى البلاد الحجازية والعودة بهم فى أمن وسلام. وكانت له مخصصاته بعد أن كان منصبا شرفيا دينيا. يمثل الدولة أثناء موسم الحج. «المترجم».