مراد الثالث والسلطان أحمد ، والسلطان مراد الرابع فاتح بغداد ، وكذا السلطان ابراهيم .. ولقد قام كل هؤلاء الخلفاء ، وظل الله فى الأرض من الملوك ، والسلاطين ، والأمراء بتوسيع مكة المكرمة ، وترميم الحرم المكي ، والكعبة المشرفة ؛ بحيث فى كل مرة ، خليقا بأن يكون بيت الفردوس .. وما زال يرمم ، ويتم تعميره .. ومن يوم إلى يوم وسيظل إلى يوم الدين بيتا معمورا .. «عمّره الله إلى انقراض الدوران». وما زال إلى اليوم الصيد ، والقنص حرام داخل حدود مكة ، وما زال الحشيش والنباتات المخدرة لا تنمو بها .. وآحجارها لا تخرق ولا تصير جيرا .. ولا تقطّع أشجارها ، وطيورها .. وحمامها ، ويمامها وقف رسول الله .. لا تروّع .. ولا تخوّف .. بل تحط أسرابا .. أسرابا بين الحجاج ، ولا تخاف هى من أحد ، وأحيانا تحط على رأس حاج ، وآحيانا على ظهر ، أو أكتاف آخر .. ولكن لحكمة غريبة .. فهناك الآلاف ومئات الآلاف من الحمائم واليمائم ، ولكن لم يثبت أن واحدة منها قد حطت على سطح الحرم ، أو طلعت فوقه .. ولكن النسر الأبيض والذى يسمونه Cayluk فيأتى إلى سطوح مكة ، ويمكث بها .. ولكن غيره من الطيور ، وكل ذوى الجناح فلا تحلق حتى فى أجواء مكة ، بل إذا ما اقتربت تعود أدراجها .. وهذا سر من أسرار الله العجيبة ، فكأن الطيور هى الآخرى تعرف شرافة مكة ، وتشرفها .. وتعرف معنى الخشوع .. ولا يجوز بأي حال من الآحوال الفسوق ، والجدال فى الحرم بل هذا حرام ، ومحرّم .. ومن يجادل فيه لا يعمّر .. وللحرم الشريف مجموعة من المميزات ، والخواص ؛ أولا ؛ لو دخله كافر يسلم ، ولو جاهر بالكفر يقتل .. وكذا اليهودى .. وإذا ما دخل الظبي ، أو الغزال الحرم فلا يذبح .. ولا يتعرض له آحد ...
* * *