حاجة لتأكيد ذلك ، ولكن نحن نرجع فقط إلى الآسانيد التى تؤيد أن النبي صلىاللهعليهوسلم قد قبّل الحجر الأسود. وكان الحبيب المصطفى يؤم الصلاة من الحطيم .. ويعد مكان السجدة ، هناك إشارة على يمين هذه الصخرة السجّادة الخضراء لقراءة الفاتحة على روح أم الأنبياء أمنا هاجر. والكل يقرأ الفاتحة ويدعو عند ما يرى هذه الأمارة. ويستفاد مما يروى عن عائشة الكبرى. وعائشة الصدّيقة رضى الله عنهما أنهما سألتا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بما معناه ، هل مكان الدعاء ، ومكان السجدة التى يرمز له بالحجر الأخضر .. هل يرمز إلى شيئ ما .. فتفضل عليهالسلام قائلا إن السيدة هاجر أم الأنبياء مدفونة هنا فى هذا المقام .. وهذا مثبت بما روى عن أم المؤمنين خديجة ، والسيدة عائشة رضى الله عنهما. وأن جميع أهل مكة من آصحاب الكتب المعتبرة يشهدون بذلك. ومن بين الأحجار التى كان يجلها الرسول صلىاللهعليهوسلم فى مكة كان الحجر الأسود ، والملتزم الذى يقع ما بين الحجر الأسود ، وباب البيت الشريف. وقد كان فى زمن الجاهلية ، فى الوقت الذى لم يكن فيه قضاء ، أو حكم. كانا المدعى ، والمدعى عليه يأتيان إلى هذا المقام ، ويضعان أيديهما على حجر الملتزم هذا .. فإن كان ظالما ، كان يرتعد ، ولا يضع يده على الحجر ، وإذا تجرأ ، ووضع يده ، وهو ظالم ، كان يهلك فورا. أما المظلوم فكان يجد الخلاص ، والبراءة. وفى هذا المقام ؛ يقبل دعاء الخير ، ودعاء الشر .. ومن يلمسه ، أو يرفع يده ويحلف كذبا ، فيرى العقاب فورا. ومما يجد الإعتبار ، والإحترام من قبل حضرة شفيع المؤمنين هو ذلك المكان المسمى «معجنه» وهو منخفض صغير بالقرب من باب البيت الحرام ـ الكعبة وبالقرب من الركن العراقي ، ويسمونه أيضا مقام جبريل .. ففى هذا المقام الشريف وبينما كان الخليل ابراهيم يبنى بيت الله الحرام كانت تطأ قدماه الطاهرة هذا المقام ، وكان يخمّر فيه التراب العنبري ، والطين المسكي الذى يبنى منه البيت العتيق .. ولهذا أطلقوا عليه المعجنة. ومن السنة المؤكدة صلاة ركعتين فى هذا المقام. وهو منخفض صغير مربع الشكل. وداخل مقام المعجنة هذا ، وآعلى من حجر أساس البيت الشريف بذراعين ، وعلى حجر جميل أزرق اللون مكتوب بالخط الجلي ، العبارة التالية :
(أمر بتجديده ايام مولانا السّلطان قيتباى مدّ ظله) وهنا ؛ تتم أوصاف ، وأشكال مكة المكرمة.
* * *