وشماعد ، ومباخر ، ومزاهر لماء الورد .. وبحيث صارت أكواما .. أكواما .. كما توجد شمعدانات مزدانة بالجواهر ، وقناديل وثريات من الفضة الخالصة. والله وحده هو الذى يعرف حسابها. كما يوجد العديد من الفوانيس التى جاء كل منها من بلد ما كهدية ، وكلها فوانيس رائعة فخيمة .. يقوم خدّام الحرم كل ليله بإشعالها بالشمع الكافوري ، فيزدان الحرم بنورها ، وتزدان هى بوجودها داخل الحرم. وقبة قدم النبى هذه لها باب مكشوف أى مطل على الشمال داخل الحرم. وعلى بعد عشر خطوات ، وعلى شمال هذه القبة توجد قبة آخرى.
هى قبة منخفضة ، مبيضة أى مدهونة بالجير ، تستخدم كمخزن للزيت ، ولهذا فهى دائما مغلقة ، ومهما كان عدد القناديل. والأسرجه داخل الحرم الشريف ، وداخل مدينة مكة كلها ، فجميعها تسرج ، أى تأخذ زينتها من هذه القبة ، وتنير المسجد الحرام. وعلى الجوانب الأربعة لهذه القبة توجد الآلاف من أكواب الماء من أجل ماء زمزم. والعديد من الدوارق ، ويسمونها ذورق الصفا. تملئ بماء زمزم ، وتوضع فى مهب الريح ، وما أن يلمسها ، ويداعبها الهواء حتى تتحول إلي قطع من الثلج ، وآلاف الدوارق عبارة عن أكواب ذات فوهات ، وكل واحدة منها من عطايا آصحاب الخيرات. وقد حررت بالخط الأحمر فوقها أسماء الواهب لها وما أن تكسر إحداها حتى توضع الاخرى فورا وآصحاب هذه الخيرات يبعثون بها ، أو يحضرونها مع الصرة والعطايا التى تقدم للحرمين الشريفين من شتى بقاع العالم الإسلامي .. ويقوم الواقف ، أو الواهب بملئ هذه الأكواب ، والدوارق وتقديمها لحجاج الله المسلمين .. إنها ضمن الخيرات ، والصدقات الكثيرة المستترة. وليكن معلوما لإخوان الصفاء ، أنه ليس هناك داخل الحرم ، عدا المبانى والمقصورات التى سبق ذكرها ، سوى هذه الآكواب والدوارق. ولكن على جوانب الحرم الشريف الأربعة الكثير من المدارس ، فهى بالمئات. وجميع نوافذها تفتح ، وتطل على الحرم الشريف ، والكعبة المشرفة. وكل شخص يقتدي بأئمة المذاهب الأربعة ، وهم فى دورهم. والدور ، والمنازل ، والمدارس طوابق ، وأدوار تعلو بعضها بعضا. ولكن من باب داوود حتى الوصول إلي باب السلام وبمحاذاة جدار الحرم طريق عام رئيسي. ومن باب الصفا ، وضواحيه ، وما بين الصفا ، والمروة يقع السوق السلطانى ـ الرئيسي. وفى هذا الطرف لا توجد أي مدارس عدا مدارس ، وخانات ، ودور أمير الحج المصري.