قائلا : (اللهم أجعل لى عمارا من ذريتى). وأستجاب الله لدعاء سيدنا آدم ، وعمرت مكة يوما بعد يوم. وخلال طوفان نوح عليهالسلام ، رفع الله البيت المعمور إلى جنة المأوى وبعد الطوفان ، وفى زمن سيدنا ابراهيم .. وأستجابة لدعوة سيدنا آدم السابقة ، قام الخليل ابراهيم بإعادة بناء البيت العتيق ببركة هذا الدعاء. وجاءه النداء من الباري سبحانه وتعالى :
(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧))(١).
فسأل سيدنا إبراهيم ربه ؛ يا ربي ومن يسمع صوتى ، فخاطبه الحق سبحانه ؛ منك الآذان ، وعلىّ البلاغ. وعلى الفور صعد خليل الرحمن إلى ذروة جبل أبى قبيس ، وبدأ فى الآذان فى الجهات الأربع ، .. يا عباد الرحمن .. لقد بني ربكم بيتا فتعالوا وأعبدوه ، تعالوا للحج والطواف .. وأسمع الله تعالى صوت النبي ابراهيم لكل المخلوقات ؛ بين السماء والأرض ، وحتى العلقة ، والمضغة فى أرحام الأمهات .. فردت جميع المخلوقات مرة ، ومرتين ـ وآلاف المرات «لبيك اللهم لبيك». مرددة وملبية. وكلما زادت التلبية ، زاد الحج يسرا وتسهيلا .. ومن لم يسمع الصدى يحرم من الحج ، ولكنه ييسر بالوكالة ؛ ويكون كمن أدى الحج .. وقد كتب بعض المفسرين هذا ، وأيدوه .. وهكذا عمّرت الكعبة الشريفة ببركة دعاء سيدنا آدم ، وبصوت آذان سيدنا إبراهيم .. وها نحن نشاهد آلاف الحجاج يلبون النداء فى كل عام ، وستظل معمورة إلى أن يتوقف العالم عن الدوران. وستعمر دائما بحجاج الله من المسلمين : «بيت»
(هر كمه كعبه نصيب اولصه خودا رحمت ايدر سودكي كيشي حق خانه سينه دعوت ايدر) (٢).
* * *
__________________
(١) سورة الحج : آية ٢٧.
(٢) الترجمة : (كل من كانت الكعبة من نصيبه يرحمهالله وعليه أن يدعو من يحب إلى بيت الله).