قول الشيخ محمد ابن اسحاق لقد مرت ٦٧٥٠ سنة منذ زمن سيدنا آدم وحتى ميلاد المصطفى و ٤٤٩٠ سنة من النبي نوح ، وحتى ميلاد المصطفى ، ومن سيدنا ابراهيم الخليل وحتى ميلاد الحبيب ٣٠٧٠ سنة. ومن حضرة سيدنا موسى إلى مولده الكريم ٣٣٠٠ سنة ، ومن زمن سيدنا داوود إلى ميلاد سيدنا المصطفى ١٢٠٠ سنة. ومن الإسكندر حتى ولادته صلىاللهعليهوسلم ٨٨٢ سنة. ومن زمن سيدنا عيسى حتى مولده «صلىاللهعليهوسلم» ٦٠٠ سنة. وهذا قول صحيح. وقد تحرر ذلك فى تواريخ القبابطة ، وتاريخ اليونان ، وتواريخ الرومان وكلها تواريخ معتبرة وكان هذا البيت الشريف الذى ولد فيه عليهالسلام ملك موروث للسيدة الوالدة ، وهى السيدة آمنه بنت وهب. أما والدته بالرضاعة ؛ فهى السيدة حليمة من قبيلة بنى سعد. وكل من سيدنا حمزه ، وأبو سلما بن عبد الله المخزومي ، وعبد الله بن جحش السيدي كانوا قد رضعوا من السيدة حليمه السعدية ، ولذلك فهم إخوة المصطفى بالرضاعة. ووالد المصطفى هو عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مورّه بن كعب ابن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضير. وكل هؤلاء هم أمراء القبائل القرشية ؛ وجده الثامن والعشرين هو سيدنا اسماعيل ، والجد التاسع والعشرين هو الخليل ابراهيم عليهمالسلام ؛ وينتهى نسب سيدنا ابراهيم إلى عذرا ، وعند ما بلغ صاحب الرسالة السادسة من عمره السعيد توفى والده عبد الله بن عبد المطلب فى مكان يسمى (دار التابعة) بالقرب من المدينة عند عودته من تجارته فى الشام. وكان عمره ٢٥ سنة. ولما توجهت السيدة آمنه بنت وهب من مكة إلى المدينة بصحبة غلامها لتسلم الأموال التى انتقلت إليها من آهلها ، وكان سنه عليهالسلام آنذاك سبع سنوات ولما تسلما الميراث ، وعند عودته مع السيدة والدته إلي مكة توفيت هى أيضا فى المكان المسمى ابن يمام. وكان حضرته قد بلغ السابعة من عمره السعيد. وأصبح بذلك يتيم الأم أيضا. وقام أقرباء السيدة آمنه بنت وهب باحضار جسدها الطاهر إلى مكة .. وتقول إحدى الروايات أنها دفنت حيث توفاها الله. وأن حضرة صاحب الرسالة ـ بعد الهجرة ـ هو الذى آخرج جسد السيدة الوالدة من المكان المسمى «أبو انام» ، ودفنه فى البقيع.
وبعد ذلك أحضره أقارب والدته بأمواله إلى مكة ، وكان حضرة عبد المطلب هو