غواص فى بحر المعارف. وذات شريفة. وحتى عند ما وصل سردارنا ـ قائدنا العظيم ولي نعمتى حسين باشا بعساكره الذين هم كالبحر المتلاطم إلى مدينة مكة المكرمة ، فإن الشيخ المذكور قد دعى القائد العظيم إلى استراحة ـ منامة المولوية. وقد مكث بها مع جملة خدمه الخاص. وخارج التكية كانت تقام الخيام المريحة وكان سائر الحجاج ، والعساكر أيضا يقيمون فى الخيام المنصوبة ، ويظلون فى وادى أبطح عشرين يوما ، وعشرين ليلة .. ويظلون فى صحبة ، وضيافة ، ومحبة الشيخ المذكور. وتكية المولوية تكية معمورة جدا ، تكية عشّاق ، مجمع آهل العرفان .. غاية فى الإنشراح .. هى تكية درويش العالم. وفى مقدمة السوق المصرى ، وبجوار دار مرق ـ «المطعم» الخاصكية ، نجد آعتاب الشيخ عبد القادر الجيلانى .. تكية عظيمة ، ومبنى متين. نعمها مبذولة على الغائد والرائح .. وبالقرب من السوق الشامي توجد تكية الشيخ على ، وتكية بابا خراساني .. وتكية جلال الدين أكبر أحد سلاطين الهند .. وهى تكية معمورة ، تسير على نهج الطريقة القادرية .. يسكنها سائر فقراء الهند. وهناك تكية حسن الراعي وتكية السيد أحمد البدوى ، وتكية بهاء الدين النقشبندي .. وتكية ابراهيم الدسوقى ، وتكية حاجى بكتاش ولى ، وعلى الناحية الشمالية على قمة جبل أبى قبيس العالية نجد تكية الشيخ اسماعيل الجلوتى ، وقد سبق تحرير آوصافها ... وهى تكية رائعة ، نموذج فريد لتصوير معالم العالم ، هى عتبة جميلة ، تملئ الزائر بالهدوء والسكينة .. وقد كانت تكية الشيخ الجلوتى منزلا ، أو دارا شريفة ، للمرحوم الإمام حسن .. وما زال على قيد الحياة ، وقد تشرفت بالصحبة معه ، وتوسلت بهم فى الدعاء ، وقد قام سعادة الشيخ عبد الرحمن المغربي بتحويل منزله الشريف إلى تكية ؛ وهو صاحب علم وكرامة فى المذهب المالكي ، ومرشد حصيف كثير المريدين ، عالم عامل .. ورجل كامل الخلق .. كذلك فى المدينة المباركة ثلاث وخمسين وكالة تجارية كل واحدة منها كالقلعة المنيفة ؛ أدوارها متعددة .. ويسمونها كل واحدة منها مكونة من مائة أو مائتين محلا ، أو دكانا ، وحجاج وتجار الآقاليم السبعة يقومون بالعمل كمرشدين فى هذه الوكالات وتجد فيها جميع المجوهرات من شتى أنحاء العالم. وبآسعار معقولة ويتم فيها البيع والشراء فى يسر وسهولة .. وأهم هذه الوكالات وكالة الشام ، ووكالة