يمكث أمين الصرة مدة فى أسكدار ، لإستكمال نواقصه ، ثم يستأذن بالتحرك ، وبعد السماح ، والإذن من السلطان ، تتحرك القافلة. ومن أسكدار حتى الشام ، تلقى القافلة إحتراما ، ومساعدة ، وعونا ، وحفاظا على سلامتها وأمنها من سائر الوزراء ، والأمراء ، والقواد ، وقادة الصناجق ، والقضاة والمعتمدين ، وقادة الإنكشارية ، ورجالات الولايات التى تمر بها ؛ وذلك عقب تلقيهم الأوامر ، والرسائل والأحكام التى تبعث إليهم بهذا الصدد. وتأمرهم بتأمين سلامة الصرة ، وأمينها ، وقافلة الحجاج حتى تصل إلي الشام.
وعقب تحديد اليوم الذي سيتحرك فيه أمين الصرة ، والقافلة من استانبول تكتب الأوامر إلي متصرف صنجق إزميت الذي يستقبل هو والأهالي الصرة عند بداية حدود المتصرفية .. ويظل هو والخيالة ، والإنكشارية ، وحاملو البنادق في كل الآقضية فى حراستها حتى تم تسليمها إلي آقشهير ، وما أن تصل القافلة إلى هناك حتى تتم عملية التسليم ، والتسلم ، وهم مكلفون بأخذ السندات اللازمة.
وما أن يتسلم قائد صنجق آقشهير القافلة ، حتى يتولى هو ورجاله حراستها وتأمينها حتى يسلمها إلي والي قونية ، ويتسلم مستنداته ، ويعود ، وعلى نفس المنوال تتحرك القافلة في حراسة والي قونية ، أو ملتزمها ، أو متسلمها حتى آضنه ، وطوال الطريق ، ينضم إلي القافلة كل الحجاج الذين يتوجهون إلي الحجاز ، لإيفاء فريضة الحج. وهكذا ، تتحرك الصرة ، والقافلة من آضنة إلي حماه ، وتسلم القافلة التى تسير على هذا المنوال إلي والي الشام في دمشق.
وقبل أن يتحرك أمين الصرة ، وقافلة الحج من الشام بيوم واحد ، يشترك مؤذنو الجامع الأموي ، وكل الجنود والأهالي مع القافلة ، ويتوجهون جميعا وسط التكبيرات ، والتهليلات المدوية إلى حيث «لواء السعادة» المحفوظ بجوار مقام الصحابي أبى الدرداء ، فينضم حملة اللواء إلي القافلة ، ويتوجهون جميعا وسط التهليل ، والتحميد ، والتكبير ، والتلبية إلى أن يصلوا إلي قصر الحكم. وفى اليوم التالي يتحرك والي الشام ، وأمير الحاج علي رأس قافلة الحج الشامي متجهين جميعا إلي مكة المكرمة.