وكان أمير مكة يقوم باستقبال القافلة فى مدائن صالح ، أو المدينة المنورة ، أو في أي منزل من منازل الحج ، ويتجهون سويا إلي مكة. (١)
إعتبارا من الشام ؛ كانت قافلة الحج سواء فى الذهاب أو الإياب تسير وفق نظام ، ونسق معين مع قواتها ، ومدافعها ولا يمكن أن يسمح بأي خلل من القائمين أو المنضمين إلى القافلة أو من مستقبليها.
يقدم أمين الصرة الفرمان الذي أحضره ـ باللغة العربية ـ وسط مراسم واحتفالات إلي أمير مكة المكرمة ، فيقبل الأمير الفرمان ، ويضعه على رأسه ثم تقرأ رسالة السلطان علنا فى منى .. ثم تقدم الدفاتر التى تحتوي على مقدار الصرة ، وكيفية توزيعها إلي الشريف .. وبناءا على ما هو مذكور فى هذه الدفاتر توزع «المعلومية» على الأهالي تحت نظارة ، وإشراف أمير مكة وشيخ الحرم ، وأمين الصرة ، وقاضي مكة. وتعاد أنصبة الذين توفاهم الله ، أو الغائبين إلي أمين الصرة ، حيث تعاد إلي استانبول. أما مستحقات أهل المدينة من الصرة ؛ فتوزع على آهالي المدينة المنورة تحت إشراف وكيل ، أو معتمد الشريف في المدينة ، وقاضيها ، وشيخ الحرم النبوي. وكاتب الصرة ، وتعلن الحكومة المركزية بالكيفية التى تم بها التوزيع.
يعود أمين الصرة أيضا مع قافلة الحج ؛ وفد حمل ردا على رسالة السلطان من أمير مكة ، وهدايا قيمة إلي السلطان ، والصدر الأعظم ، والوزراء ، وسائر رجالات الدولة. وما أن يصل إلى مشارف أسكدار حتى يعلن عن مقدمه إلى الصدر الأعظم ، الذي يستصدر له الإذن بالدخول من السلطان فيدخل إلي أسكدار.
يقوم الصدر الأعظم بتقديم رسائل الشريف فورا ، إلي السلطان ، وتترجم فورا فى قلم الديوان الهمايوني إلى اللغة التركية ، ويعرض الأصل العربي ، مع الترجمة ، وتقرير كامل إلى السلطان ...
كان أمراء مكة يرسلون هداياهم إلي السلطان ، والصدر الأعظم مع واحد من
__________________
(١) فى آواخر العصر العثمانى تقرر أن يستقبل أمير المحامل مكة الشريفة فى المدينة المنورة ، وكانت تصرف له مبالغ تصل إلي ثلاثين ألف قرش كمصاريف للطريق وأجرة الجمال ، انظر ؛ مرآت مكه ، ج ٢ ص ٢٩٥.