الآن «آتاتورك بولوارى». ومن الطريف حسب قول آوليا نفسه أنه كانت للعائلة محلات دباغة تبلغ ثلاثة عشر محلا يعمل بها أكثر من مائة عامل. ولم يبق منها إلى الآن إلا الإسم فقط ، فما زال فى الحي شارعا يسمى «صاغريجى صوقاغى» أي شارع الدبّاغ.
حفظ آوليا القرآن ؛ فلقّب ب «حافظ» ، ولما كان إبن جواهرجي السراي ، وتعلم في القسم الداخلى بالسراي فلقّب ب «چلبي» أي المذهّب ، ولمتعلم ، ومن هنا فإن الإسم الكامل له هى «الحافظ آوليا چلبي بن درويش محمد ظلى». وحسب العادات ، والآعراف التركية العثمانية القديمة ؛ كانت هناك مراسم وإحتفالات تقام لتسمية المولود ؛ منها الاذان فى الأذن اليمنى ، وقد قام بهذا ـ كما سبقت الإشارة ـ شيخ الإسلام صنع الله أفندى (١) وهو الذى أطلق عليه لقب آوليا ، ثم إنضم إلي الحفل كيسوه دار محمد أفندى ، وكان شخصا محترما محبوبا من الجميع ، فاحتضن الوليد ، وأذن في أذنه اليسرى .. وهو الذى أطلق عليه إسم محمد. من هذا المنطلق يصبح «محمد آوليا چلبى بن درويش محمد ظلي».
أيا كانت الأسماء ، والآلقاب ، فقد وصلنا الإسم الذي عرف به وهو «آوليا چلبي». والده هو درويش محمد ظلي (٢).
__________________
(١) شيخ الإسلام صنع الله أفندى ؛ هو صنع الله أفندى ابن الحاج مصطفى بن جعفر أفندى ، ١٥٥٢ ـ ١٦٢١ م. وهو شيخ الإسلام الثالث والعشرين فى الدولة العثمانية. (المترجم)
(٢) درويش محمد ظلى ؛ والد آوليا چلبي وقد عاصر هذا الوالد تسعا من السلاطين العثمانيين اعتبارا من السلطان سليمان القانونى وتوفي عن مائة وتسعة عشر عاما .. بدأ منادما ، ومصاحبا للسلطان القانوني ، ولحسن صوته ؛ عمل مؤذنا أساسيا في جامع سليم الثاني فى أدرنه ؛ ولما كان فنانا ؛ أصبح رئيسا لجواهرجية السراي إعتبارا من عصر سليم الثاني هذا ، ثم تدرج ، وتدرب علي العديد من الآعمال التي طوّرت ، ونمّقت الفنون لديه .. كانت له محلاته التي تعمل في الجواهر ، فخرجرت من تحت يديه قطع فنية نادرة .. منها ساعة جميلة جعلها في خاتم السلطان محمد الثالث وباب الحرم المشغول خصيصا لجامع السلطان أحمد .. وأرسل به إلى مكة خصيصا لصنع المزراب الذهبي الذي صنعه بيديه لتصريف مياه الأمطار من فوق سطح الكعبة المشرفة ؛ والدولاب الذي صنعه من قنطار من الفضة ل «قدم النبي» ـ أثر النبي» (صلىاللهعليهوسلم) في مصر .. والبوابات ، والأبواب الفنية الرائعة التى صنّعها بنفسه لجامع «استركون» .. وخرجت من تحت يديه العديد من البسملات ، والآيات ، وآبيات من الشعر كتبها بالخط العربي الجميل لكي تزدان بها الأسبلة .. والمحاريب .. والمنابر في العديد من المدن ، والأحياء التي طاف بها آوليا فيما بعد ، وذكر أنها من إبداعات والده انظر : جعفر أرقليچ ص ٦) (المترجم).