قرية البوصرة الصغرى :
قرية ذات ثلاثين بيتا ، وجامعا ، وهى تبعد عن البوصرة التى وصلها النبى صلىاللهعليهوسلم للتجارة قبل البعثة بمسيرة خمس ساعات. وبها قبر سيدنا إلياس بن آخطوان. جامعها ذو منارتين وعلى بعد ثنتا عشر ساعة منها يقع منزل كتيبة ؛.
منزل كتيبة :
تبة صغيرة وسط صحراء حوران. كانت عامرة فى وقت ما ، ولكنها أصبحت خرابا ، تسكنها البوم ، والغربان من جراء تعديات الأعراب وهجماتهم المتوالية. بها عين ، مياهها عذبة.
أخذ الحجاج حاجتهم من الماء منها. وتتمتع فتيات كتيبة وما جاورها من القرى بجمال آخاذ ، وجاذبية لا تقاوم ، فكلهن من ذوات الدلال ، قمريات الوجه ، ملائكيات الطلعة ، وكأنهن حوريات من حورى الجنة. أثّرن فى بعض الحجاج حتى صرفوا النظر عن استكمال الحج ، وكتبوا للقائدين عن رغبتهم هذه والبقاء فى هذه الديار.
ويسجل التاريخ أن سيدنا آدم قد قام بزراعة ديار حوران هذه ولذلك فهى منطقة خصبة ، مباركة ، كثيرة المحاصيل ؛ من حبة القمح الواحدة تخرج خمس عشرة سنبلة أو ما يزيد. ومن كل سنبلة يخرج ما لا يقل عن مائة حبة. ويجود بها سبعة أنواع من القمح ومثلهم من الشعير. قمحها وشعيرها من النوع الجيد الممتلئ ، محصولها يكفى العالم بأسره لوفرته. ولكن يهاجمها كثير من عصاة ، وبدو الموال والتلدان القادمون من الصحراء بآلاف من بعيرهم ، وجمالهم ، ودوابهم ، يحمّلونها بالقمح من الأجران ، ويفرون بها. ولا يجرؤ أى من السكان أن يعترض بأى شكل من الأشكال.
تحركت الفافلة من كتيبة عابرة الصحراء ، وقد مررنا بالعديد من القرى التى كانت تشاهد جوامعها ، وخاناتها. وبعد أن تابعنا المسير مسافة خمس عشرة ساعة وصلنا إلى :