به ووضع في هذا المكان بين يدي المختار ، ثمّ رأيت رأس المختار قد جيء به فوضع بين يدي مصعب بن الزبير ، ثمّ جيء برأس مصعب (هذا) فوضع بين يديك). فقام عبد الملك من مكانه ، وأمر بهدم ذلك الطاق (الّذي كنّا فيه) (١).
ثمّ أنّ عبد الملك بن مروان ، أمر الحجّاج بن يوسف الثقفيّ بالذهاب إلى (مكّة) لقتال عبد الله بن الزبير ، فذهب الحجّاج إلى مكّة في أوائل شهر ذي الحجّة من سنة (٧٢) للهجرة وحاصرها لمدّة خمسين ليلة ثمّ ضربها بالمنجنيق فاحتمى عبد الله بن الزبير بالكعبة وهو يقول : (٢)
يا ربّ إنّ جنود الشام قد كثروا |
|
وهتكوا من حجاب البيت أستارا |
يا ربّ إنّي ضعيف الركن مضطهد |
|
فابعث إليّ جنودا منك أنصارا |
ثم تفرقت عنه أصحابه ، وقتل عبد الله بن الزبير في الرابع عشر من شهر جمادي الأولى من سنة (٧٣) (٣) للهجرة ، وقيل سنة (٧٢) (٤) ، ثمّ صلبه الحجّاج في مكّة.
وذهب وفد من أهل الكوفة إلى عبد الملك بن مروان ، فلمّا دخلوا عليه ، شاهد فيهم رجلا طويل القامة أسود الوجه ، فكلّمه عبد الملك فأجابه ذلك الرجل بكلّ أدب ورقّة فعجب به عبد الملك ، وعند ما خرج ذلك الرجل من مجلس عبد الملك ، تمثل عبد الملك بقول عمرو بن شاش : (٥)
فإنّ عرارا أن يكن غير واضح |
|
فإنّي أحبّ الجون (٦) ذا المنكب العمم (٧) |
__________________
(١) المسعودي ـ مروج الذهب ج ٣ / ١١٠ وإبن خلكان ـ وفيات الأعيان ج ٣ / ١٦٤.
(٢) المسعودي ـ مروج الذهب. ج ٣ / ١١٤.
(٣) طبقات ابن خياط. ص ٢٣٢.
(٤) ابن العماد ـ الشذرات. ج ١ / ٣٠٧.
(٥) ابن قتيبة ـ عيون الأخبار. ج ٤ / ٤٢.
(٦) الجون : الأسود.
(٧) العمم : الطويل