ليت شعري أأوّل الحشر هذا |
|
أم محا الدهر غيرة الفتيان |
فسمعها فتى من أهل الكوفة ، فأخذته الغيرة والحميّة (والشهامة العربية) فشهر سيفه ، وخلصهن من جماعة الحجّاج ثمّ هرب.
ولمّا سمع الحجّاج بذلك قال : (إن أتانا فهو آمن ، وإن ظفرنا به قتلناه). (١) فلمّا سمع الفتى (الكوفي) بالأمان جاء إلى الحجّاج وسلم نفسه.
فقال له الحجّاج : ما الّذي دعاك إلى ذلك؟!
فقال الفتى : إنّها الغيرة أيّها الأمير. فعفى عنه الحجّاج.
وعند ما كان الحجّاج بالبصرة ، قبض على رجل من الخوارج ، فأمر بصلبه ، وذهب الحجّاج مساء لينظر إليه ، فرآى رجلا واقفا بقرب المصلوب ، وسمعه يقول : (طال ما ركبت فأعقب) فسأل عنه الحجّاج فقيل له : إنه شظاظ اللص (٢). فقال الحجّاج : (والله ليعقبك). ثمّ أمر بصلب شظاظ في مكان المصلوب. (٣)
وعند ما خطب الحجّاج (هند بنت أسماء بن خارجة) أرسل اليها مائة ألف درهم وعشرين صندوقا من الثياب مع أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، ثمّ أرسل لها بعد ذلك ثلاثين جارية ، مع كلّ جارية صندوق ثياب.
وبعد أن تزوجها ، بنى لها قصرا في مدينة (واسط) يسمى (قصر
__________________
(١) العمري ـ مسالك الأبصار. ج ١ / ٣٢٥.
(٢) وشظاظ هذا من قطاع الطرق ، مع جماعة من أمثاله منهم : مالك بن الريب بن حوط الشاعر وأبو مروبة بن أثالة بن مازن وغويث بن كعب بن مالك بن حنظلة ، وفيهم قال الراجز :
الله نجاك من القصيم |
|
وبطن فلح وبني تميم |
ومن بني حروبة الأثيم |
|
ومالك وسيفه المسموم |
ومن شظاظ الأحمر الزنيم |
|
ومن غويث فاتح العكوم |
(٣) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ٢٢ / ٣٠٠.