دقيقا ، فقال خالد : أملؤوه له دراهم. فقال الأعرابي : (سألت الأمير ما أشتهي فأمر لي بما يشتهي). (١)
وقيل أيضا إنّ أعرابيا أنشد خالد القسريّ فقال : (٢)
أخالد بين الحمد والأجر حاجتي |
|
فأيّهما يأتي فأنت عماد |
أخالد إنّي لم أزرك لحاجة |
|
سوى إنّني عاف وأنت جواد |
فقال خالد : سل حاجتك ، قال الأعرابيّ : مائة ألف ، فقال خالد : لقد أسرفت يا أعرابيّ. فقال الأعرابي : فهل أحطّ للأمير؟ قال : نعم. قال الأعرابي : حططتك تسعين ألفا ، فتعجب خالد منه. فقال الأعرابي : سألتك على قدرك وحططتك على قدري ، وما أستهلّه على نفسي. قال خالد : لا والله لا تغلبني ، يا غلام اعطه مائة ألف. (٣)
ولمّا مات أسد بن عبد الله (أخو خالد القسريّ) بعث إليه مسلمة بن هشام بن عبد الملك (أبو شاكر) يعزيه بالأبيات التاليّة : (٤)
أراح من خالد فأهلكه |
|
ربّ أراح العباد من أسد |
أمّا أبوه فكان مؤتشبا |
|
عبدا لئيما لأعبد فقد |
يرى الزنا والصليب والخمر |
|
والخنزير حلّا والغيّ كالرشد |
وأمّه همّها وبغيتها |
|
همّ الإماء العواهر الشّرّد |
كافرة بالنبيّ مؤمنة |
|
بقسّها والصليب والعمد |
ولمّا قرأ خالد الأبيات قال : يا عباد الله ، أهذه تعزية رجل فقد أخاه؟! ويقال : إنّ خالدا القسريّ سبق له أن قال : (أنا كافر بكلّ خليفة يكنّى أبا
__________________
(١) الذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٥ / ٤٢٧ و٤٢٨.
(٢) نفس المصدر اعلاه.
(٣) انظر المصدر السابق.
(٤) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٢١٧.