براهم سوامح أو سراهم فأصبحوا |
|
رسوما على تلك الرسوم عوالجا |
لهم في منّى أسنى المنا ولدى الصّفا |
|
يرجّون من أهل الصّفاء (١) المناهجا |
سما بهم طوف ببيت طامح |
|
أراهم قبابا للعلى ومعارجا |
فأبدوا من اللّوعات ما كان كامنا |
|
وأذروا دموعا بل قلوبا مناضجا |
ولمّا دنوا نودوا هنيّا وأقبلوا |
|
إلى الرّكن من كل الفجاج أدراجا |
وقضّوا بتقبيل الجدار ولثمه |
|
حقوقا تقضّي للنفوس حوائجا |
إذا اعتنقوا تلك المعالم خلتهم |
|
أساور في إيمانها وجهالجا |
فلله ركب يمّموا نحو مكة |
|
لقد كرموا قصدا وحلّوا مناسجا |
أناخوا بأرجاء الرّجاء وعرّسوا |
|
فأصبح كلّ مايز (٢) القدح فالجا |
فبشرى (٣) لهم كم خوّلوا من كرامة |
|
فكانت لما قدّموه نتائجا |
بفتحهم باب القبول وللرّضا (٤) |
|
ووفدهم أضحى على الباب والجا |
تميّز أهل السّبق لكنّ غيرهم |
|
غدا همجا بين الخليقة هامجا |
أيلحق جلس (٥) للبيوت مداهم |
|
ولم يله (٦) في تلك المدارج دارجا؟ |
ألا ليت شعري للضرورة هل أرى |
|
إلى الله والبيت المحجّب خارجا؟ |
له الله من ذي كربة ليس يرتجى |
|
لمرتجّها (٧) يوما سوى الله فارجا |
قد أسهمت شتّى المسالك دونه |
|
فلا نهج يلقى فيه لله ناهجا |
يخوض بحار الذّنب ليس يهابها |
|
ويصعق ذعرا إن يرى البحر هائجا |
جبان إذا عنّ الهدى وإذا الهوى |
|
يعنّ له كان الجريء المهارجا |
يتيه ضلالا في غيابة همّه |
|
فلا حجر تهديه لرشد ولا حجا |
فواحربا لاح الصباح لمبصر |
|
وقلبي لم يبصر سوى الليل إذ سجا |
لعلّ شفيعي أن يكون معاجلا |
|
لداء ذنوب بالشّفاء معالجا |
فينشقني بيت الإله نوافحا |
|
ويعبق لي قبر النّبيّ نوافجا |
__________________
(١) في الأصل : «الصفا» وكذا ينكسر الوزن.
(٢) في الأصل : «ما بزّ» وكذا يختل الوزن والمعنى معا.
(٣) في الأصل : «فبشروا» وكذا ينكسر الوزن.
(٤) في الأصل : «بفتح باب للقبول وللرضا» وكذا ينكسر الوزن.
(٥) الجلس : الجليس. محيط المحيط (جلس).
(٦) في الأصل : «ولم يلعب» وكذا ينكسر الوزن ولا يستقيم المعنى.
(٧) في الأصل : «لمرتجيها» وكذا ينكسر الوزن ولا يستقيم المعنى.