متى قلت لم تترك مقالا لقائل |
|
فإن (١) لم تقل لم يغن حمد (٢) لمادح |
فمن حام بالحيّ الذي أنت أهله (٣) |
|
وعام ببحر من عطائك (٤) طافح |
يحقّ له أن يشفع الحمد بالثّنا |
|
ويغدو بذاك البحر أسبح سابح |
ويا فوز ملك دمت صدر صدوره |
|
وبشرى له قد راح أربح رابح |
بآرائك التي تدلّ على الهدى |
|
وتبدي لمن خصصت سيل (٥) المناجح |
ملكت خصال السّبق في كل غاية |
|
وملّكت من (٦) ملكت يا ابن الجحاجح (٧) |
مطامح آمال لأشرف همّة |
|
أقلّ مراميها أجلّ المطامح |
فدونكها يا مهدي المدح مدحة |
|
أحببت بها عن مدح أشرف مادح |
تهنّيك (٨) بالعام الذي عمّ حمده (٩) |
|
مواهب هاتيك البحار الطوافح |
فخذها سميّ الفخر يا خير مسبل |
|
على الخلق إغضاء (١٠) ستور التسامح |
ودم خاطب العليا لها خير خاطب |
|
وأتوق توّاق وأطمح طامح |
وتلقاني بمالقة عند قدومي من الرّسالة إلى المغرب ، في محرم عام ستة وخمسين وسبعمائة ، ونظم لي هذه الأبيات ، ولا حول ولا قوة إلا بالله : [الطويل]
قدومك ذا أبدى لذي الراية الحمرا |
|
ثغور الرّضى تعبر عن شنب البشرا |
وأينع فجر الرّشد من فلق الهدى |
|
وكوّنه نهرا وفجّره فجرا |
سرينا له كي يحمد السّير والسّرى |
|
ونرقب شمس الدين من فرعك الفجرا |
ونصبح في أحياء للمنّ (١١) نستلم |
|
مواطنكم شفعا وآثاركم وترا |
ونخطب ما ، يا ابن الخطيب ، تشاء (١٢) من |
|
كرائم ذاك الحيّ إذ نهز الشّعرى |
فقابلت بالإقبال والبرّ والرّضى |
|
وأقريت من يقرا وأقررت من قرّا |
فأبناء قدس الحمد حضرة قدسنا |
|
وأقدامنا تملا وأمداحكم تقرا |
__________________
(١) في النفح : «وإن».
(٢) في النفح : «مدح».
(٣) في النفح : «ربّه».
(٤) في النفح : «عطاياك».
(٥) في النفح : «سبل».
(٦) في النفح : «ما».
(٧) الجحاجح : جمع جحجاح وهو السيد السمح الكريم. لسان العرب (جحجح).
(٨) في الأصل : «يهنيك» ، وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٩) في النفح : «مدحه».
(١٠) في الأصل : «أغضا» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(١١) في الأصل : «في أحيان المنّ» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(١٢) في الأصل : «تشا» وكذا ينكسر الوزن.