وفي حديث أبي ذرّ قال : أوصاني رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بثلاث : أحدها أن أسمع وأطيع ولو لعبد مجدّع الأطراف (١).
وقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في حديث آخر : وإن أمر عليكم عبد حبشي فاسمعوا وأطيعوا. وفي رواية : إلّا أن يأمر بمعصية فلا سمع فيها ولا طاعة (٢).
وفي كتاب ابن الموّاز (٣) :
قلت : أيغزى بغير إذن الإمام؟
قال : أمّا الجيوش والعساكر فلا خروج لهم إلّا بإذن الإمام وتوليته عليهم. وقد أرخص لأهل الثغور ممّن يقرب العدوّ ويجدون الفرصة ، ويبعد عنهم إذن الإمام فمهّل مالك في ذلك ، فأمّا سرية تخرج من عسكر فلا يجوز لهم ذلك. قال عبد الملك (٤) : وهم عاصون خرجوا ببدعة ورغبوا عن
__________________
(١) في مسند أحمد ١٥ : ٥٢٣ برقم : ٢١٣٢١ عن أبي ذر قال : أوصاني خليلي عليهالسلام بثلاثة : اسمع وأطع ولو لعبد مجدّع الأطراف. وإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منه بمعروف ، وصلّ الصلاة لوقتها وإذا وجدت الإمام قد صلّى فقد أحرزت صلاتك وإلا فهي نافلة ، وانظر رواية أخرى في المسند ١٥ : ٥٤٩ برقم : ٢١٣٩٣.
(٢) الحديث في البخاري كتاب الأحكام ٤ ومسلم في كتاب الإمارة : ٣٦ ، ٣٧ والترمذي : جهاد ٢٨ وابن ماجة : جهاد ٣٩ ... وفي مسند أحمد ٤ : ٦٩ ، ٧٠ و ٥ : ٣٨١ و ٦ : ٤١٢ ـ ٤١٣ جاء في مسند أحمد ٤ : ٧٠ عن يحيى بن حصين عن أمه قالت : سمعت رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) يخطب في حجة الوداع يقول : يا أيها الناس ، اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا وإن أمّر عليكم عبد حبشيّ مجدّع ما أقام فيكم كتاب الله عزوجل.
(٣) ابن المواز ت ٢٨١ ه ـ ٨٩٤ م : محمد بن إبراهيم بن زياد المواز أبو عبد الله ، فقيه مالكي ، من أهل الإسكندرية ، انتهت إليه رئاسة المذهب في عصره. من تصانيفه : الموازية. لم تطبع عن الأعلام ...
(٤) هو عبد الملك بن حبيب ، ويرد ذكره في كتابنا باسم : ابن حبيب ... وقد تقدمت ترجمته.