كأنها تشير بسبابتها كالمسلمة على من في الهيكل.
وجعل حذاها من الجانب الآخر تمثال بقرة قرونها وضرعها من نحاس أحمر مموه بذهب موشحة بحجر الأزورد ، ووجهها محاذيا لوجه الزهرة. وجعل بينهما مطهرة من أخلاط الأجساد على عمود رخام مجزع فيها ماء مدبر بالزهرة شفاء من كل داء. وفرش أرض الهيكل الكراسي بحشيشة الزهرة يغيّرونها كل أسبوع.
وجعل في ذلك الهيكل الكراسي لكهنة مصفحة بذهب وفضة وقرب له ألف رأس من الضأن والمعز والطير والوحش فكان يفرشه يمين الزهرة ويساره وكان في القبة صورة زحل راكب على فرس له جناحان ومعه حربة في رأسها شبه رأس الإنسان معلق. وكان على هذا حتى بقر بخت النصر قدمه (١). ويقال : أن تدارس هو الذي حفر خليج سخاو وارتفع مال البلد على يده مائة ... (٢) وخمسون ... دي ... (١).
وقصده بعض عمالقة الشام فخرج إليه تدارس فهزمه ، واستباحه ودخل إلى فلسطين فقتل فيها خلقا وسبى بعض حكمائها وأسكنهم مصر فهابته الملوك.
ولما مضى من ملكه ثلاثين سنة طمع أهل النوبة والزنج في أرضه ، فعاثوا وفسدوا.
فأمر بجميع الجيوش من أعمال مصر ، وأعدّ مراكب / السلاح ، ووجه قائدا يقال له : بلوطس في ثلاثمائة ألف وقائدا في مثلها.
ووجه ثلاثمائة كاهن كل كاهن يعمل أعجوبة فلا زالوا حتى التقوا بجيوش السودان ، وكانوا في زهاء عن ألف ألف فهزموهم وقتلوهم ، وقتلوا كبيرهم أبرح ، وسبى كثيرا منهم ، وطرد خلفهم حتى وصل بلاد الفيلة من الزنج. فأخذ من مموزها ووحوشها كثيرا وزالها وساقها معه إلى مصر.
وعمل على حدود بلده منارات وزبر عليها مسيره ، ونصرته ، وأرّخه ، ولما اطمأنت نفسه اعتل ، ورأى رؤيا تدل على موته فعمل لنفسه ناووسا ، ونقل إليه شيئا كثيرا من الذهب والجوهر ، وزبر اسمه وتاريخه ومنعه بالطلسمات والمهالك.
معاذيوس الملك :
كان في زمنه بنو يوسف عليهالسلام وأهله فعابوا الأصنام وثلبوها ، فلما رآهم الملك كذلك أمرهم أن ينفردوا في ناحية من البلاد لا يختلط بهم أحد فاقتطعوا بقبلي
__________________
(١) كذا العبارة في المخطوط. وأحسب أنها محرفة وأن أصلها كان : حتى جاء بخت نصّر فهدمه. والله أعلم.
(٢) موضع النقط حروف مفككة تعطي كلمات ولم أتبين قراءتها فجعلت موضعها تلك النقط وما كتب كان كذا بالأصل مكتوب أو ظاهر وما عداه كان بالحمرة فلم يظهر.