قيل : من ملوك اليمن تحت يد كل واحد منهم مائة ألف.
قال ابن عباس رضياللهعنه : كان سليمان [عليهالسلام] رجل مهاب ، فخرج يوما وجلس على سرير مملكته فرأى رهجا قريبا منه ، فقال : ما هذا؟
فقيل : بلقيس ، وقد نزلت بالقرب منك بين الكوفة إلى الحيرة (١).
فقال سليمان عليهالسلام : (أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها) [النمل : ٣٨] الآية؟
(قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِ) [النمل : ٣٩] الآية.
قال : أريد أسرع من ذلك.
(قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) [النمل : ٤٠] وهو آصف بن برخيا : (أَنَا آتِيكَ بِهِ) [النمل : ٤٠] الآية ، وكان عنده اسم الله الأعظم.
(فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ : هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي) [النمل : ٤٠] الآية.
قال سليمان [عليهالسلام] : (نَكِّرُوا لَها عَرْشَها) [النمل : ٤١] الآية.
ثم جاء عفريت من الجن وقال : يا نبي الله ، إن رجليها كحافر حمار.
فقال له سليمان [عليهالسلام] : إن كذبت عاقبتك.
ثم قال : أريد [أن](٢) أتخذ لك صرحا من قوارير مجوّفا وأجري فيه الماء وأنزل فيه الحيّات والسمك فلا يشك من رآه أنه ماء جاري ، فاتخذه كذلك [فلما](٢) فرغ منه شكره سليمان [عليهالسلام](٢).
فقال : يا نبي الله ، اعف عني ، فإني كذبت على بلقيس.
وجعلت تنظر إلى الجن ، والشياطين ، والإنس ، والوحش ، والطير وغيرهم وهم قيام لا يبصر بعضهم بعضا. فلما قاربت الصرح الممرد إذا هي بعرشها ، فعجبت ، فقيل : (أَهكَذا عَرْشُكِ ، قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ) [النمل : ٤٢]. وعلمت أن هذا من قدرة الأنبياء وعلو شأنهم ، فلما أقبلت على الصرح (حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها) [النمل : ٤٤].
فناداها سليمان [عليهالسلام] : (إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ) [النمل : ٤٤] فأرسلت ثوبها على ساقيها حياء من سليمان ، ثم (قالَتْ : رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [النمل : ٤٤].
قال الثعلبي : ولما همّ سليمان بزواجها كره ما رأى من شعر ساقيها وسأل الإنس
__________________
(١) في المخطوط : بالقرب منك قال ابن عباس بالقرب منك كما منزلها بين الكوفة إلى الحيرة. وفي العبارة ارتباك وزيادات فحذفت الزيادة وضبطت الارتباك ، والله الموفق والهادي للصواب.
(٢) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق.
(٢) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق.
(٢) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق.