فقالوا : مناما رآه ، وأخبروهم خبر المنام.
فقالوا : والله إن هذا الملك عظيم الشأن وأن له لشرف عظيم ونعمة لا تبلغها الملوك ممن نعرفهم.
ثم لم يسيروا إلا قليلا ، وإذا هم بجبل عظيم أملس كالمسن هندسه (١) الملك الإسكندر ، عرضه مائة وخمسون فرسخا وبه عضادتان مبنيتان من جنبي ذلك الجبل في فم واد عظيم بناها بلبن الحديد المغموس في النحاس عرض كل عضادة مائة وخمسون ذراعا بذراع العمل بهذا الذراع.
والعضادتان بارزتان عن الحائط قدر عشرون ذراعا ، وفي أعلى العضادتين عمود عظيم من حديد كأنه قطعة جبل طوله مائة وعشرون ذراعا.
في أعلى العضادتين على كل عضادة عشرة أذرع ، والباقي وقدره مائة ذراع / وهو عتبة الباب العليا.
ومن فوق العتبة مبني بلبن الحديد المغموس في النحاس إلى حد يبلغ السحاب علوا بقدر بصر الرائي.
وفي رأس البناء شرافات من الحديد في رأس كل شرافة قرنان من حديد ملتويان على بعضهما بعضا.
وبين العضادتين باب عظيم من حديد سبكا لا خشب فيه ، له مصراعان عرض كل واحدة خمسون ذراعا في تخانة عشرة أذرع في ارتفاع عظيم شاهق.
وعلى الباب قفل طوله عشرة أذرع في تخانة ذراعين (٢) في الاستدارة.
وارتفاع القفل عن الأرض خمسون ذراعا ومن فوق القفل مفتاح معلق في سلسلة من حديد طولها ثمانية أذرع في استدارة ذراعين.
والسد من الجبل ملس إلى السد للجبل الذي بإزائه مقطوعين كالحائط ارتفاعهما مد البصر ، يسير من دونهما السحاب. والسد في فم الوادي الذي يخرج منه يأجوج ومأجوج. وليس لهم مخرج إلا من مكان السد ، وليس لهم منفذ سواه.
وملك تلك الحصون قد وكل بهذا الباب قوم بأيديهم مرزبات من حديد فيضربوا الباب بتلك المرازب ليسمع من وراء الباب من قوم يأجوج ومأجوج ، فيعلموا أن الباب محفوظ.
__________________
(١) في المخطوط : هنديته ، وهو تحريف.
(٢) في المخطوط : تاعين ، وهو تحريف.