وقال بعض العلماء : ليس شيء من البلاد إلا ويخرب في آخر الزمان بأنواع من العدو أو بالجوع أو بغير ذلك إلا بلاد الشام ، فإنها تبقى في بهجتها وعمارتها ومساكنها وسكانها ونضرتها ونعيمها ودور بركتها في نباتها وثمارها وظهور عمارتها وآثارها حتى تقوم الساعة وهي كذلك وسائر البلاد بضد ذلك.
ونحو هذا القول قول نوف النكالي وقال : تخرب البلاد أربعين عاما وإلى الشام محدثة الجمع الأكبر وإلى أرضها المحشر والمنشر. وقال صلىاللهعليهوسلم : «يخرب الكعبة ذو السويقتين (١) من الحبشة». صحيح وفيه : كأني به / أفحج (٢) يقلعها حجرا حجرا».
وهذا (٣) والله أعلم يكون بعد خروج الدجال. وجاء عن عبد الله بن الصامت ، وجاء عن قتادة أيضا أنه سمعه قال : أسرع الأرض خرابا البصرة ثم مصر ، وجاء في الخبر : أنه يأتي أهل الشام من اليمن سبعون ألفا فيأتون مع أهل الشام إلى قسطنطينية ورومية فلا يكبروا على كل سور من أسواره إلا أربع تكبيرات ، ويقتلون في كل واحدة منها أربعمائة ألف من أهلها ، ويستخرجون جميع كنوزهم وخباياهم وذخائرهم من الذهب والفضة والجواهر والياقوت ويقيمون فيها سنة يبنون المساجد ، ويأخذون منه التابوت الذي كان لبني إسرائيل والمائدة ويقتسمون المال والسبايا (٤) ، ويسهل الله لهم خليج قسطنطينية حتى تخوضه الخيل ، ويرجعون إلى الشام ويجهزون المراكب ويركبونها من مدينة عكا ويسيرون إلى بلاد الروم الإفرنج فيفتحونها ويقيمونها ، ويرجعون بالسلامة.
ونعود إلى تاريخ بيت المقدس : كما ذكرنا أن الإفرنج ملكوه من المسلمين إلى أن قدم الملك السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب خير الله في فتحه ، فافتتحه بعد جهد ومشقة ، وذلك في سنة ثلاث وثمانين في شهر رجب.
الفرنج من التاريخ المعين ، وذلك مما نقلته من كتاب مثير (٥) الغرام إلى زيارة القدس والشام وذلك مما ألفه الشيخ الإمام العالم العلامة حافظ العمر وإمام المحدثين جمال الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هلال بن تميم رحمهالله ونفعنا بعلمه وفرغت منه في العشر الثاني من جمادي الآخر سنة اثنين وتسعمائة بالقدس الشريف بالمدرسة الجوهرية.
والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ورضي عن أصحاب رسول الله أجمعين.
__________________
(١) في المخطوط : السوقتين ، وهو تحريف.
(٢) في المخطوط : الحج ، وهو تحريف.
(٣) في المخطوط : وبهذا ، وهو تحريف.
(٤) في المخطوط : البسنايا ، وهو تحريف.
(٥) في المخطوط : المثير ، وهو تحريف. والكتاب مشهور ومطبوع.