صاحبه انتزاعه منها ، ألف قوس رجل ، ألف سرج ذهب ، عشرة آلاف سرج فولاذ ، مائة وخمسين سرج بلور وعقيق وما أشبه ذلك مرصعة بالمعادن ، أربعة آلاف لجام بأسقاط الذهب ، ستة آلاف لجام بأسقاط فضة ، أربعة آلاف خف مبطن بسمور للبس الشتاء ، ألفين سروال ، أربعة آلاف جوز جوارب في كل جورب سكين مقمع بالذهب ، ملاءة إذا اتسخت تلقى في النار فيزول وسخها ولا تحترق ، والنار لها بمنزلة الصابون ، أربعة آلاف قبة بمضاربها أعمدتها ملبسة فضة محلاة بكفت الذهب ، مائة وخمسين خيمة بمطابخها وقبابها كل خيمة عبارة عن مدينة بسورها ، وينصب في صدرها هيئة القصر برسم الخليفة ، وذلك القصر منسوج فيه الذهب والفضة والحرير.
وأما ما عدا ذلك / من خيل وماشية فشيء لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. وغالب ما ذكرنا مما وصل لبني العباس من خزائن بني أمية. وجميع هذا وغيره مما فعلته من الأموال والتحف وما وصلهم من أقطار من عمالهم ومن تحف الملوك الهدايا أخذوه التتر (١) حين نكبت بغداد في آخر مدتهم بها والله المتصرف في بلاده وعباده لا يسأل عما يفعل.
تركة السيدة راشدة بنت الملك المعز :
توفيت سنة اثنان وأربعين وأربعمائة. تركت من الأموال ما لا حصر له ، وأما قماش بدنها فقوم ثمنه بألف ألف دينار ومائة ألف. وأما الصامت والناطق فلا ينحصر ولا قدروا على ضبطه.
تركة أختها عابدة بنت الملك المعز :
مما خلفت ألف وثلاثمائة قمطرة فضة مخرّمة بالذهب ، وزن كل قمطرة عشرة آلاف درهم ، وثلاثين ألف شقة حرير أطلس أصفر ، وأما ملونات فشيء لا حصر له ، وجوهر بلخش وياقوت ومعادن نفيسة أردب وثلث ، ووجد في خزائنها طشت وإبريق بلور مجللا بذهب مرصع بمعادن ، ومدهن ياقوت أحمر وزنه سبعة وعشرون مثقالا لم يعرف له قيمة.
وأن سيد الوزراء محمد الناروزي استحسن الطست والإبريق ، فوهبهم له الأمير.
وسرق المدهن سرا ، ثم لما قبض عليه الأمير المستنصر بالله وجده عنده ، فأخذه مع ما أخذ في مصادرته.
وأقامت السيدة عابدة إلى أن ماتت ما تأكل إلا من غزل يديها تعففا وتدينا.
__________________
(١) في المخطوط : الططر ، وهو تحريف.