واحدة تشبه واحدة منهن (١). فلما نظرن إلى المأمون نفرن كما تنفر الظباء فمضمض المأمون لكلب الصيد فجرى القاضي يحيى خلفهن ، فمضين في الهرب وتسترن / بالأشجار.
فصار كلما قبض [على](٢) واحدة جاء بها إلى الأمير فيفضها إلى أن قبض سبعة.
ثم قال لكلبه : يكفي ، ولكن دونك لنفسك.
فقبض (٣) منهن ثلاثة فوهبهن (٤) له. ثم أرسلت لأمير [المؤمنين] بمن بقي منهن (٥). فرضي عنها ، وأعاد لها جميع ما كان أخذ منها ، ووصلها من ماله بمائة ألف دينار. واستأذنته في الحج ، فأذن لها.
ثم بعد ذلك لما تزوج بوران بنت الحسن بن سهل وهبها خلعة عليها صبيحة دخولها البدنة اللؤلؤية الأموية وأمرت بوران لتشفع لعمه إبراهيم بن المهدي فإنه كان غاضبا عليه مع أخيه الأمين ، وكان متخفيا من ذلك الوقت. ففعله وقبل شفاعتها ، ونودي له بالأمان. فخرج ، فأنعم عليه ، ورد له ما كان أخذ له من مال وغيره.
ثم بعد أيام جلس عنده فقال : بالله يا عم ، أخبرني بأعجب ما وقع لك في مدة تخفيك.
فقال : وقع لي يا أمير [المؤمنين] أمر لم يقع لأحد مثله.
فقال : وما هو؟
قال : لما هربت خوفا من سطوة أمير [المؤمنين] توجهت نحو الكوفة قاصدا نحو صديق لي بها ، فلما دخلت عليه ليلا ووصلت (٦) عنده ، أنزلني منزلا حسنا ولزم إكرامي والقيام بكل ما أحتاج إليه. والمكان الذي أنزلني فيه له منظرة عالية البناء إذا ضاق صدري أصعد إليها ، فأنظر منها للكوفة وما حولها. وهو لا يزال مقيم عندي حتى لا يضيق صدري. فسار يوما في بعض أشغاله فطلعت لتلك (٧) المنظرة ونظرت ، وإذا غلام أسود ... (٨) وعسكر عظيم جرار.
__________________
(١) في المخطوط : منهم ، وهو تحريف.
(٢) ما بين المعقوفين زيادة يتطلبها السياق.
(٣) في المخطوط : قبضن ، وهو تحريف.
(٤) في المخطوط : فوهبهم ، وهو تحريف.
(٥) في المخطوط : منهم ، وهو تحريف.
(٦) في المخطوط : حصلت ، وهو تحريف.
(٧) في المخطوط : لذلك ، وهو تحريف.
(٨) موضع النقط : كلمة لم أتبين قراءتها.