الجزءين (١) فكانا كالجزء المقارن ، كما دخلت النية فيها ، (٢) ، مع أنها خارجة عنها (٣) ، متقدمة عليها (٤) على التحقيق.
وكيفيتهما (بأن ينويهما) (٥) أولا لأنهما عبادة ، فيفتقر في الثواب عليها (٦) إلى النية (٧) ، إلا ما شذ (٨) ، (ويكبّر أربعا في أول الأذان ، ثم التشهّدان) بالتوحيد والرسالة ، (ثم الحيعلات الثلاث ، ثم التكبير ، ثم التهليل ، مثنى مثنى) ، فهذه ثمانية عشر فصلا (٩).
______________________________________________________
(١) وهم ودفع ، أما الوهم : إن الإقامة مقارنة للصلاة وأما الأذان فلا داعي لجعله من كيفية الصلاة ، ودفعه : إن الإقامة أحد جزئي الأذان والإقامة ، فإذا اعتبرت المقارنة بين الصلاة وبين أحد الجزءين فقد اعتبرت أيضا بين الصلاة وبين الجزءين معا.
(٢) في الصلاة بناء على أنها جزء.
(٣) بناء على أنها شرط وهو الصحيح بدليل الوجدان.
(٤) بحيث يقع التقارن بين آخر جزء من النية وأول جزء من التكبير بناء على أن النية إخطارية وقد عرفت أنها على نحو الداعي فلا داعي للبحث في محل النية أنها عند أول التكبير أو بين الألف والراء من تكبيرة الإحرام أو يبتدأ التكبير عند انتهائها.
(٥) أي يأتي بهما بنية التقرب ، فهما متوقفان على نية التقرب لأنهما عباديان بالاتفاق والارتكاز المتشرعي شاهد على ذلك.
(٦) على العبادة.
(٧) أي كل عبادة لا يثاب عليها إلا بنية التقرب ، بل لا تتقوّم العبادة إلا بنية التقرب.
(٨) كالأذان في أذن المولود اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى فهي عبادة يترتب عليها الثواب وغير مفتقرة على النية كما قيل هذا بالنسبة للأذان والإقامة ، ويمكن أن يريد بقوله إلا ما شذّ بالنسبة إلى مطلق العبادات كمعرفة الله وإجلاله وتعظيمه والسجود له وسائر التخشعات فإنها عبادة لا تتوقف على النية ، وكذا نفس النية فإنها أمر عبادي لا تتوقف على النية والا لزم التسلسل.
(٩) بالاتفاق ويدل عليه الأخبار منها : خبر إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليهالسلام : (الأذان والإقامة خمسة وثلاثون حرفا ، فعدّ ذلك بيده واحدا واحدا ، الأذان ثمانية عشر حرفا ، والإقامة سبعة عشر حرفا) (١) ، وخبر الحضرمي وكليب الأسدي جميعا عن أبي عبد الله
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ١٩ ـ من أبواب الأذان والإقامة حديث ١.