نصف النهار (المعلوم بزيد الظلّ) أي زيادته ، مصدران (١) لزاد الشيء (بعد نقصه) وذلك في الظلّ المبسوط (٢) ، وهو (٣) الحادث من المقاييس القائمة (٤) على سطح
______________________________________________________
وتوضيحه : إذا طلعت الشمس حدث لكل شاخص على سطح الأرض ظلّ إلى جهة المغرب ثم لا يزال ينقص هذا الظل كلما ارتفعت الشمس حتى تصل إلى وسط السماء ، وهو خط وهمي فوق سمت الشاخص مارا بقطبي الجنوب والشمال ، فإذا وصلت الشمس إلى هذا الوسط فإن كانت الشمس مسامتة للشاخص وفوق رأسه بالتمام ينعدم ظله وإلا فيبقى له ظل قليل وهو الغالب ، فإذا زالت الشمس عن وسط السماء فإن كان الظل منعدما حدث إلى جهة المشرق وإن كان باقيا قد انتهى نقصه فيبدأ بالازدياد إلى جهة المشرق ثم لا يزال يزيد كلما قربت الشمس إلى المغرب حتى يرجع الظل في المقدار إلى ما كان عليه حين الطلوع.
ثم إن انعدام الظل عند الزوال نادر فلذا اكتفى بالزيادة بعد نقصانه ، ففي مرفوع أحمد بن محمد بن عيسى عن سماعة : (قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك متى وقت الصلاة؟ فأقبل يلتفت يمينا وشمالا كأنه يطلب شيئا ، فلما رأيت ذلك تناولت عودا فقلت : هذا تطلب؟ قال عليهالسلام : نعم ، فأخذ العود فنصب بحيال الشمس ثم قال : إن الشمس إذا طلعت كان الفيء طويلا ثم لا يزال ينقص حتى تزول ، فإذا زالت زادت ، فإذا استبنت الزيادة فصل الظهر ، ثم تمهل قدر ذراع وصل العصر) (١) وفي خبر علي بن أبي حمزة : (تأخذون عودا طوله ثلاثة أشبار وإن زاد فهو أبين فيقام ، فما دام ترى الظل ينقص فلم تزل ، فإذا زاد الظل بعد النقصان فقد زالت) (٢) وفي مرسل الفقيه : (فإذا نقص الظل حتى يبلغ غايته ثم زاد فقد زالت الشمس وتفتح أبواب السماء وتهب الرياح وتقضى الحوائج العظام) (٣)
(١) أي الزيد والزيادة.
(٢) تقييد الظل بالمبسوط لإخراج الظل المنكوس ، وقد عرّفه الشارح في الروض بقوله : «وهو المأخوذ من المقاييس الموازية للأفق فإن زيادته تحصل من أول النهار وتنتهي عند انتهاء نقص المبسوط فهو ضده فلا بدّ من الاحتراز عنه».
(٣) أي الظل المبسوط.
(٤) عموديا فيكون ظلها جانبيا إلى جهة الغرب عند طلوع الشمس ، بخلاف المقاييس الموازية للأفق فيكون ظلها تحتها غالبا عند طلوع الشمس وهذا الظل التحتي هو المسمى بالظل المنكوس.
__________________
(١ و ٢ و ٣) الوسائل الباب ـ ١١ ـ من أبواب المواقيت حديث ١ و ٢ و ٤.