ويعفّر بينهما) (١) جبينيه وخدّيه الأيمن منهما ثم الأيسر مفترشا ذراعيه وصدره
______________________________________________________
ـ صلاتك وترضي بها ربك وتعجب الملائكة منك ، وإن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تبارك وتعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة فيقول : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدّى فرضي وأتم عهدي ، ثم سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه ، ملائكتي ما ذا له عندي؟ فتقول الملائكة : يا ربنا رحمتك ، ثم يقول الرب تبارك وتعالى : ثم ما ذا له؟ فتقول الملائكة : يا ربنا جنتك ، فيقول الرب تعالى : ثم ما ذا؟ فتقول الملائكة : يا ربنا كفاية مهمّه ، فيقول الرب تعالى : ثم ما ذا؟ فلا يبقى شيء من الخير إلا قالته الملائكة فيقول الله تعالى : يا ملائكتي ثم ما ذا؟ فتقول الملائكة : يا ربنا لا علم لنا ، فيقول الله تعالى لأشكرنه كما شكرني وأقبل إليه بفضلي وأريه رحمتي) (١).
وهذه النصوص وغيرها وإن جعلت سجدة الشكر عقيب الفريضة فقط ، إلا أنه في خبر المفضل قد ورد سجدة الشكر عقيب النافلة ، والخبر عن الصادق عليهالسلام : (إذا قام العبد نصف الليل بين يدي ربه فصلى له أربع ركعات في جوف الليل المظلم ثم سجد سجدة الشكر بعد فراغه فقال : ما شاء الله ، ما شاء الله مائة مرة ، ناداه الله جل جلاله من فوق عرشه : عبدي إلى كم تقول ما شاء الله ، أنا ربك وإليّ المشيّة ، وقد شئت قضاء حاجتك فسلني ما شئت) (٢).
ثم إن هذه الأخبار وإن عبرت بسجدة الشكر الدالة على السجود مرة واحدة إلا أنه ورد في بعض الأخبار التعبير بسجدتي الشكر مثل خبر سعد الأشعري عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام : (سألته عن سجدتي الشكر) (٣) الحديث.
ومرسل الكفعمي عن علي عليهالسلام : (كان يقول إذا سجد سجدتي الشكر : وعظتني فلم أتعظ وزجرتني عن محارمك فلم أنزجر ، وغمرتني أياديك فما شكرت ، عفوك عفوك يا كريم) (٤). ولعل التعبير بسجدتي الشكر باعتبار التعفير الواقع بينهما والتعبير بالسجدة باعتبار عدم استيفاء الرفع من السجود فلذا يطلق عليه سجدة الشكر.
(١) التعفير هو الوضع على العفر وهو التراب ، والمراد به وضع الخدين على التراب ففي مرسل علي بن يقطين عن أبي عبد الله عليهالسلام : (أوحى الله إلى موسى عليهالسلام : أتدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي؟ قال : يا رب ولم ذاك؟ قال : فأوحى الله عزوجل إليه : يا موسى إني قلّبت عبادي ظهرا لبطن فلم أجد فيهم أحدا أذلّ لي نفسا منك ، يا موسى ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب سجدتي الشكر حديث ٥.
(٢ و ٣) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب سجدتي الشكر حديث ٤ و ٦.
(٤) مستدرك الوسائل الباب ـ ٥ ـ من أبواب سجدتي الشكر حديث ٤.