والقراءة ، والخروج إلى الصحراء ، وغير ذلك ، إلا أن القنوت هنا بطلب الغيث ، وتوفير المياه ، والرحمة (ويحوّل) الإمام وغيره (الرداء يمينا ويسارا) بعد الفراغ من الصلاة فيجعل يمينه يساره ، وبالعكس ، للاتّباع (١) ، والتفاؤل (٢) ، ولو جعل مع
______________________________________________________
(سألته عن صلاة الاستسقاء قال : مثل صلاة العيدين ، يقرأ فيها ويكبر فيها ، يخرج الإمام فيبرز إلى مكان نظيف في سكينة ووقار وخشوع ومسكنة ويبرز معه الناس ، فيحمد الله ويمجده ويثني عليه ويجتهد في الدعاء ويكثر من التسبيح والتهليل والتكبير ، ويصلي مثل صلاة العيدين ركعتين في دعاء ومسألة واجتهاد ، فإذا سلّم الإمام قلّب ثوبه وجعل الجانب الذي على المنكب الأيمن على المنكب الأيسر ، والذي على الأيسر على الأيمن ، فإن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كذلك صنع) (١).
وهذا الصحيح ظاهر في كونها مثل صلاة العيدين كيفية ووقتا وخطبة ، فضلا عن خبر طلحة المتقدم الدال على كون تكبيرات صلاة الاستسقاء كتكبيرات صلاة العيد ، إلا أنه يجعل مواضع القنوت في العيد استعطاف الله سبحانه وسؤاله الرحمة بإرسال الغيث لأنه هو المراد من الصلاة ، ويتخير من الأدعية ما تيسر وإلا فليقل ما نقل في أخبار أهل البيت عليهمالسلام فإنه أفضل لأنهم أعرف بمعاني الكلام ومقتضى الحال ، وفي كتاب البلد الأمين للشيخ الكفعمي : «أفضل القنوت في صلاة الاستسقاء ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو : (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الرحمن الرحيم ذا الجلال والإكرام ، وأسأله أن يتوب عليّ توبة عبد ذليل خاضع فقير بائس مسكين مستكين ، لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
اللهم معتق الرقاب ورب الأرباب ومنشئ السحاب ومنزل القطر من السماء إلى الأرض بعد موتها ، فالق الحب والنوى ومخرج النبات وجامع الشتات ، صلّ على محمد وآل محمد واسقنا غيثا مغيثا ، غدقا مغدقا ، هنيئا مريئا ، تنبت به الزرع وتدرّ به الضرع وتحيي به مما خلقت أنعاما وأناسيّ كثيرا ، اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك ، وأحي بلادك الميتة» (٢).
(١) كما في صحيح هشام المتقدم واعلم أن هذا التحويل إنما يتم إما بجعل ظاهره باطنه أو بجعل أعلاه أسفله.
(٢) بأن يتحول الجدب إلى الخصب كما حوّل رداءه ، ففي مرسل ابن أبي عمير عن أبي ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث ١.
(٢) مستدرك الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث ٥.