(الجمعة) (١) لأنها وقت لإجابة الدعاء حتى روي أن العبد ليسأل الحاجة فيؤخّر قضاؤها إلى الجمعة (٢) ، (و) بعد (التوبة) (٣) إلى الله تعالى من الذنوب ، وتطهير الأخلاق من الرذائل ، (وردّ المظالم) (٤) لأن ذلك أرجى للإجابة ، وقد يكون القحط بسبب هذه كما روي (٥) ، والخروج من المظالم من جملة التوبة جزءا ، أو شرطا (٦) ، وخصّها اهتماما بشأنها ، وليخرجوا حفاة ونعالهم بأيديهم (٧) ، ...
______________________________________________________
فقال لي : قل له فليخرج ، قلت : متى يخرج جعلت فداك؟ قال يوم الاثنين) (١).
وخبر العيون عن العسكري عن آبائه عن الرضا عليهمالسلام في حديث : (إن المطر احتبس فقال له المأمون : لو دعوت الله (عزوجل) ، فقال له الرضا عليهالسلام : نعم ، قال : فمتى تفعل ذلك؟ وكان يوم الجمعة ، فقال : يوم الاثنين ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتاني البارحة في منامي ومعه أمير المؤمنين عليهالسلام وقال : يا بنيّ انتظر يوم الاثنين فابرز إلى الصحراء واستسق فإن الله (عزوجل) سيسقيهم) (٢).
(١) لم يرد فيه نص خاص في الاستسقاء ، نعم ورد فيه عمومات عامة قد ذكرها الشارح في المتن ولذا خيّر غير واحد بينهما بل قيل : هو المشهور بين المتأخرين ، بل عن المفيد وأبي الصلاح الاقتصار على الجمعة لأن يوم الاثنين يوم نحس لا تطلب فيه الحوائج وأنه مما تتبرك به بنو أميّة وتتشاءم منه آل محمد (صلوات الله عليهم) لقتل سيد الشهداء الحسين (صلوات الله عليه) فيه حتى ورد أن من صامه أو طلب فيه الحوائج متبركا حشر مع بني أمية (٣).
ومع هذا فالعمل على الاثنين للأخبار المتقدمة لا بعنوان التبرك بل لما ورد من خصوصية الخروج يوم الاثنين عن معدن الوحي والتنزيل.
(٢) وهو مرفوع ابن محبوب عن أبي عبد الله عليهالسلام : (إن المؤمن ليدعو في الحاجة فيؤخر الله حاجته التي سأل إلى يوم الجمعة ليخصّه بفضل يوم الجمعة) (٤).
(٣) عطف على قوله : (بعد صوم ثلاثة أيام) ، وتقدم الدليل عليه.
(٤) تقدم الدليل عليه.
(٥) قد تقدم الكلام فيه.
(٦) بل المتعين أن يكون شرطا لأن التوبة هي الندم.
(٧) لا يعرف له شاهد كما في الجواهر غير أنه من أوصاف التذلل وهو مطلوب في المقام.
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث ٢.
(٢) الوسائل الباب ـ ٢ ـ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث ٢.
(٣) الوسائل الباب ـ ٤ ـ من أبواب آداب السفر ، والباب ـ ٢١ ـ من أبواب الصوم المندوب.
(٤) الوسائل الباب ـ ٤١ ـ من أبواب صلاة الجمعة حديث ١.