في ثياب بذلة (١) وتخشّع (٢) ، ويخرجون الصبيان ، والشيوخ ، والبهائم (٣) ، لأنهم مظنّة الرحمة على المذنبين ، فإن سقوا وإلّا عادوا ثانيا وثالثا من غير قنوط ، بانين
______________________________________________________
(١) أي مبتذلة كذلك لأنه مطلوب في المقام.
(٢) لصحيح هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليهالسلام الوارد في صلاة الاستسقاء : (يخرج الإمام ويبرز إلى مكان نظيف في سكينة ووقار وخشوع ومسكنة) (١).
وأن يكون الخروج إلى الصحراء ففي خبر أبي البختري عن أبي عبد الله عليهالسلام : (مضت السنة أنه لا يستسقى إلا بالبراري حيث ينظر الناس إلى السماء ، ولا يستسقى بالمساجد إلا بمكة) (٢).
(٣) على المشهور للنبوي : (لو لا أطفال رضّع وشيوخ ركّع وبهائم رتّع لصبّ عليكم العذاب صبا) (٣) ، هذا وأن يكون خروج الإمام على هيئة خروجه يوم العيد والمؤذنون بين يديه ويدل عليه خبر مرة مولى محمد بن خالد الوارد في الاستسقاء. وقد تقدم صدره سابقا.
عن أبي عبد الله عليهالسلام : (قلت : كيف يصنع؟ قال : يخرج المنبر ثم يخرج ويمشي كما يمشي يوم العيدين وبين يديه المؤذنون في أيديهم عنزهم. أي عصيهم. حتى إذا انتهى إلى المصلى يصلي بالناس ركعتين بغير أذان ولا إقامة ، ثم يصعد المنبر فيقلّب رداءه فيجعل الذي على يمينه على يساره والذي على يساره على يمينه ، ثم يستقبل القبلة فيكبّر الله مائة تكبيرة رافعا بها صوته ، ثم يلتفت إلى الناس عن يمينه فيسبّح الله مائة تسبيحة رافعا بها صوته ، ثم يلتفت إلى الناس عن يساره فيهلّل الله مائة تهليلة رافعا بها صوته ، ثم يستقبل الناس فيحمد الله مائة تحميدة ثم يرفع يديه ويدعو ، ثم يدعون فإني لأرجو أن لا تخيبوا) (٤).
ثم يخطب ويبالغ في تضرعاته لخبر طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عن أبيه عليهماالسلام : (أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلى للاستسقاء ركعتين وبدأ بالصلاة قبل الخطبة) (٥) ومثله غيره.
ثم إذا تأخرت الإجابة فيستحب تكرار الخروج بلا خلاف فيه لوجود السبب المقتضي للاستحباب ففي الخبر : (إن الله يحب الملحين في الدعاء) (٦).
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث ١.
(٢) الوسائل الباب ـ ٤ ـ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث ١.
(٣) سنن البيهقي ج ٣ ص ٣٤٥.
(٤) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث ٢.
(٥) الوسائل الباب ـ ٥ ـ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث ١.
(٦) الوسائل الباب ـ ٢٠ ـ من أبواب الدعاء حديث ٨.