ومن هنا نعرف مدى تأثير الخمس في نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية ، بقيادة زعيمها آية الله العظمى ، والقائد الديني السيد روح الله الموسوي الخميني (قده) ، بالإضافة إلى العوامل الأخرى ، التي ساهمت أيضا في هذا النجاح.
ومن جهة ثالثة ، فإن حفظ هذا الدين يتطلب ذلك ، إذ إنه يساهم في إيجاد الشعور بالمسؤولية المباشرة عن حفظ هذا الدين والدفاع عنه لدى فئة بعينها.
ومن الطبيعي أن تكون أقرب الفئات إلى الشعور بهذه المسؤولية الكبرى هم أهل بيت النبي «صلى الله عليه وآله» ؛ بدافع من الشعور الطبيعي. ويزيد هذا الشعور ويذكيه ، ويجعلهم أكثر اندفاعا إلى التضحية في سبيله جعل هذا الخمس بمثابة ضمانة لهم ، ولعوائلهم ، ووسيلة لتلبية حاجاتهم ، التي تفرضها مسؤولياتهم تلك.
ومن هنا فإننا نجد حتى العقائد الفاسدة ، والدعوات المريبة ، كالوهابية التي هي من أسخف العقائد ، قد استطاعت بالاستفادة من هذا النوع من العصبية أن تفرض وجودها ، وتحتفظ ببقائها ؛ حيث وجدت من يعتبرون أن وجودهم مرهون بوجودها ، ورأوا أن العصبية لها والحفاظ عليها مما لا بد منه في بقاء ملكهم وسلطانهم.
ومن ذلك كله يتضح أن العقيدة الحقة أولى بالاستفادة من ذلك ، ولكن في سبيل الخير والحق ، فجاء هذا التدبير الإلهي ليحفظ لها وجودها ، ويساعد على بقائها ، ويخفف من الأخطار الجسام التي سوف تواجهها.
وقد رأينا : أن المذاهب التي لم يرض عنها الحكام ، حينما ووجهت بأدنى مقاومة أو معارضة ، كان مصيرها التلاشي والاندثار ، لعدم وجود