فلو كان «صلى الله عليه وآله» يهتم بأمور الجنس ؛ لكان باستطاعته أن يتزوج خيرة الفتيات الأبكار ؛ ولوجد أولياءهن يفتخرون بمصاهرته لهم. وهو الذي حث وحبذ وأثنى على الزواج بالأبكار ، ورغب فيه بشكل واضح وملموس.
٢ ـ إنه «صلى الله عليه وآله» وهو في مكة بقي ٢٥ سنة مع زوجته خديجة ، المرأة الوفية ، التي كانت تكبره سنا ، كما يقولون.
ولم يتزوج عليها في حياتها أحدا ، مع أن تعدد الزوجات كان مألوفا لدى الناس آنئذ.
٣ ـ إننا نجده يرفض عرض قريش عليه التزويج بأي النساء شاء ، في مقابل أن يلين في موقفه ، ويخفف من مواجهته لآلهتهم وعقائدهم.
٤ ـ وملاحظة رابعة نضيفها وهي : أن نساءه «صلى الله عليه وآله» كن على كثرتهن من قبائل شتى ، لا تكاد تجد منهن اثنتين من قبيلة واحدة ، إلا من اللواتي لم يدخل بهن.
٥ ـ ثم إن جميع زوجاته باستثناء خديجة ، إنما دخلن بيت الزوجية عنده حينما كان في المدينة المنورة ، أي بعد أن تجاوز سن الخمسين ، وبعضهن تزوجهن «صلى الله عليه وآله» قبل وفاته بمدة قليلة.
٦ ـ وأيضا ، فإن هذا التعدد لم يشغل النبي «صلى الله عليه وآله» عن واجباته ، ولا أخرجه عن اتزانه ، ولا طغى على وقته ونشاطه ، وتاريخ حياته «صلى الله عليه وآله» يشهد : بأنه «صلى الله عليه وآله» لم يكن يهتم بهذه الأمور ، بل كان مثال العفاف والطهر البالغ ، ولم يلوث نفسه بأي مما كانت الجاهلية تبيحه ، وتشيع في مجتمعه ممارسته ، ولم يستطع أحد من أعدائه