المال ، والولد ، والنفس ، بنص القرآن الكريم :
(قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)(١).
ولكن ، وبعد أن اضطر «صلى الله عليه وآله» إلى مواجهتهم بالحرب ، وقهرهم ، وتمكن من السيطرة عليهم ، صار بين كثير من القبائل التي كان عدد من زوجاته «صلى الله عليه وآله» ينتمي إليها ، وبين المسلمين ، والنبي «صلى الله عليه وآله» على رأسهم ، حروب وقتلى ، وكان لقضية الثار والدم عند العربي أهمية خاصة ، كما ألمحنا إليه من قبل.
نعم ، بعد ذلك كله ، مست الحاجة إلى اتباع أساليب كثيرة من أجل تأليفهم وإيجاد علائق من نوع معين ، تفرض عليهم ، أو على الأقل على الكثيرين منهم ـ والنبي «صلى الله عليه وآله» يهمه حتى الفراد الواحد ـ : أن يرتبطوا به ، ويتعاملوا معه تعاملا واضحا ، ومن موقع الثقة المتبادلة. ويقطع الطريق عليهم في أي موقف سلبي منه ، ومن دعوته.
وبعد أن يتمكن من شحنهم روحيا وعقائديا ، يكون قد مهد الطريق للقضاء على الأحقاد والإحن ، ليمكن ـ من ثم ـ العمل يدا واحدة من أجل هدف واحد ، وفي سبيل واحد.
ولهذا نجده «صلى الله عليه وآله» يتحمل من بعض تلك النسوة أذى
__________________
(١) الآية ٢٤ من سورة التوبة.