«صلى الله عليه وآله» ؛ فخرج إليهم بمن كان معه من أصحابه المهاجرين ؛ فوعظهم ؛ فأدركوا أنها نزعة من الشيطان ، وكيد من عدوهم ، فندموا على ما كان منهم ، وتعانق الفريقان وتصافيا ، وانصرفوا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله».
ويقول البعض : إن الآيات الشريفة التالية قد نزلت في هذه المناسبة : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ ، وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(١).
٦ ـ تآمرهم على حياة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» وتحريضهم الناس عليه كما سنرى ، إن شاء الله تعالى.
٧ ـ محاولات إثارة البلبلة ، وتشويش الأوضاع ، بإشاعة الأكاذيب ، وتخويف ضعاف النفوس من المسلمين.
٨ ـ تآمرهم مع المنافقين على الإسلام ، ومكرهم معهم بالمسلمين ، ثم علاقاتهم المشبوهة مع قريش ، وممالأتهم إياها على حرب الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله».
٩ ـ تآمرهم ومكرهم وتدبيرهم لمنع المسلمين من الخروج للحرب ، وكانوا يجتمعون في بيت سويلم اليهودي ، لأجل تثبيط الناس عن الرسول
__________________
(١) الآيات ٩٩ ـ ١٠١ من سورة آل عمران.